سلمية تحيي في أيامها التراثية فعاليات ثقافية وفنية متنوعة
سلمية – نزار جمول
جاءت الأيام الخمسة التراثية لهذا العام في سلمية تظاهرة ثقافية وفلكلورية واجتماعية وفنية انطلقت في الحمّام الأثري بمركز المدينة. وقدّم خلال هذه الأيام الخمسة فعاليات فنية تراثية رافقتها معارض فنية تشكيلية وأشغال يدوية ومعارض للكتب، ومعرض للتصوير الضوئي تضمن صوراً فوتوغرافية بالأسود والأبيض عن مدينة سلمية، وتوسّط المعرض مجسم لقلعة سلمية الأثرية التي لم يبق منها سوى ذلك الجدار الذي يتوسط المدينة.
وافتُتح المهرجان يوم الأحد الماضي بحضور رسمي وشعبي في صالة الحمام الأثري الخارجية، وتمّ عرض فيلم وثائقي بعنوان “سلمية مدينة السلام” عُرض فيه لمحات عن تاريخ المدينة عبر الزمن وصور لأهم المواقع الأثرية فيها، ثم قدم الباحث غسان قدور بصوته فقرة غنائية عن “اللالا السلمونية”، وتستمر هذه الظاهرة الثقافية التراثية لليوم الأخير الذي شهد اختتاماً فنياً توّجه تجمع أدونيا الفني بقيادة المايسترو محمد السلوم رافق هذا التجمع أصوات شابة رائعة كالفنان لؤي زينو وأصوات شابة أخرى مع موسيقيين موهوبين من الشباب المتحمسين قادهم المخضرم السلوم ليعزفوا ألحاناً تراثية وطنية غنّتها تلك الأصوات الرائعة بمجموعة منتقاة من الأغاني الجميلة “بانوراما وطن، بانوراما الورد، بانوراما إنسانية، أغاني من التراث وغيرها”.
واعتبرت رئيسة مجلس المدينة المهندسة سهاد زيدان أن أهمية هذا المهرجان وفعالياته التي تقام سنوياً تأتي من أجل ترسيخ حضارة وتاريخ مدينة سلمية وتراثها الأصيل، مؤكدةً الحرص الكبير للحفاظ على هذا التراث من خلال هذا المهرجان الذي تضمن فقرات ثقافية ومعارض فنية وتراثية موسيقية تدور في فلك التراث العريق للمدينة بمشاركة واسعة من الجمعيات الثقافية الأهلية والفرق التطوعية.
أما الفنان الموهوب أسامة الشيحاوي الذي يحوّل مخلفات البيئة وتوالفها لمجسمات لا ينقصها إلا النطق، فقد أكد أن مشاركته في هذا المهرجان تماهت مع أفكاره التراثية التي يصنع من خلالها شخوصه ومجسماته، معتبراً أن هدف مشاركته إلى جانب أفكاره تعريف أهالي المدينة بتراثهم وفلكلورهم والمجسمات التي يصنعها من التوالف والمخلفات البيئية من خلال ارتدائهم الزي السلموني والتعريف بالتراث والموروث الشعبي، كما بيّن الشيحاوي أن إعادة تدوير مخلفات البيئة وصنع مجسمات منها تحاكي الواقع هو تحويل الرداءة إلى جمال ولوحات فنية بشخوصها.
بدوره أكد المايسترو محمد السلوم أن هذه الظاهرة التراثية لا بدّ أن تكون خير دليل على أن سلمية تملك موروثاً تراثياً ثقافياً ثرّاً، معتبراً أن الموسيقا والطرب جزء لا يتجزأ من ذاك التراث السلموني الأصيل، مبيناً أن مشاركة تجمع أدونيا الفني في هذا المهرجان بكوكبة من الموسيقىين الشباب والأصوات الجميلة هو تعبير حيّ على أن سلمية ستبقى ولّادة للفن والموسيقا والطرب الأصيل.