خمسة وعشرون تشكيلياً في معرض”اللوحة الصغيرة”
آصف ابراهيم
يلتقي نحو خمسة وعشرين فناناً تشكيلياً في معرض اللوحة الصغيرة الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة صبحي شعيب وسط مدينة حمص..
وهو المعرض الجماعي الأول المؤطر ضمن شروط اللوحة ذات المقاس الصغير والذي يجمع مجموعة هامة من فناني حمص المحترفين والشباب الذين يشكلون ركيزة المشهد التشكيلي الحمصي والسوري عموماً، وساهموا في إعادة الحياة للجسد الفني التشكيلي في المحافظة.
أكثر من خمسة وستين لوحة تتجاور على جدران صالة صبحي شعيب، تجسد مدارس فنية متنوعة، هي علامة فارقة تميز كل فنان عن الآخر هذا الاختلاف يحيلنا إلى حالة فريدة ومتميزة من التنوع والإبداع.
تحضر في هذا المعرض موضوعات غنية بعناصرها الفنية الجمالية والإنسانية، منها ما هو تسجيلي يلتقط جماليات المكان العمراني والطبيعي الراهن والتاريخي وفق تقنيات وأساليب تشي بمهارة الاشتغال على التفاصيل عبر اللون والأدوات الفنية المتنوعة، ومنها ما يغوص في ملامح الوجوه ليقرأ فيها انفعالات وتعابير تظهر ما يمر به الإنسان من إرهاصات وتحولات تفرضها الظروف والوقائع الراهنة، حيث يركز العديد من الفنانين المشاركين على الإنسان عموماً لاسيما المرأة التي تتحمل الجزء الأكبر من تبعات تعقيدات الحياة لذلك نرى حضورها كئيباً قاتماً في أغلب اللوحات تتخطى الريشة حضورها الجمالي الأنثوي إلى الحضور الانفعالي المرتبط بالحالة الاجتماعية.
والسمة التعبيرية الانطباعية تتوزع بين الرؤية التعبيرية للطبيعة وبين الرؤية الدرامية للإنسان في قراءة عميقة للواقع وانعكاسة على صيرورة الحياة.
ونلحظ أيضاً العناصر الرمزية، والتجريد الذي يأخذ المتلقي نحو ضبابية اللون ومتاهة التوزع العشوائي للكتل الفنية التي تحرض المتلقي على التأمل والاستنتاج، والتفكير فيما وراء الخطوط.
يذكر أن هذا النوع من التظاهرات الفنية التشكيلية باتت تشكل تقليداً تشتغل عليه صالات المعارض والمؤسسات الراعية لنشاطات الفن التشكيلي بغية إتاحة الفرصة لعدد كبير من الفنانين المشاركة بأكثر من لوحة ضمن تنوع جمالي إبداعي، و قراءات درامية للطبيعة والحياة وفق تصورات متنوعة.