معاناة كبيرة مع النقل لطلبة طرطوس .. والمعنيون بانتظار الموافقة على المسار الجديد!!
مع بداية كل عام دراسي وعودة الطلاب لمدارسهم بعد انتهاء العطلة الصيفية تتكرر معاناتهم المتعلقة بأزمة النقل صباحاً ومساءاً سواء من والى الريف والمدينة أو حتى ضمن القرى ولاسيما بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية ومنعكساتها السلبية على كل شيء حيث باتت عملية النقل تشكل تحدياً حقيقياً للأسرة.
ليس لدينا القدرة المادية!
في حديث “البعث” مع بعض من الأهالي في أكثر من قرية كان لافتاً وجود لوجع حقيقي ومؤلم لما ستتكبده العائلة من مصاريف باهظة تفوق قدرتهم المادية، حيث شكا عدد منهم في قرى عزيت ومتن أبو ريا ومرقية من الارتفاع الكبير لأجور نقل أبنائهم إلى مدارسهم التي لا تبعد أكثر من ٢ كيلو متر، ومع ذلك فهم مضطرون لدفع ما لا يقل عن أربعة ألاف ليرة للولد الواحد فيما يحتاجون لدفع ما لا يقل عن ستة آلاف ليرة لنقلهم إلى مدرسة بلوزة أو غيرها، علما بأنها لا تبعد أكثر من ستة كيلو متر!، ونفس المشكلة نجدها في منطقة الشيخ بدر، ولاسيما خلال الفترة الصباحية حيث تتزاحم كتل بشرية من المواطنين أمام مفارق الطرقات والقرى للوصول إلى المدارس أو مواقع العمل في مركز المدينة مما يضطرهم لدفع أكثر من عشرة آلاف ليرة!.
300 ألف ليرة!
أبو يعرب تحدث بألم عن أن تكلفة نقل ولده إلى مدرسته الفنية في مدينة طرطوس تبلغ أكثر من ٣٠٠ ألف ليرة شهرياً، وهذا في الحدود الدنيا، لافتاً بالوقت ذاته بأنه سيضطر لدفع المبلغ ذاته عند افتتاح الجامعة بعد شهر لابنته التي تدرس في كلية الطب، وأشار آخرون إلى تحكم بعض سائقي السرافيس وأيضا سائقي التاكسي وفرضهم أجور مرتفعة تفوق التسعيرة المحددة والمدونة على زجاج المركبة تحت حجج ومبررات غير مقنعة، وفيها الكثير من الجشع والاستغلال الفاضح لمصائر هؤلاء سواء كانوا طلاب أم مدرسين وحتى كركاب عاديين!.
وللمعلم وجعه!
بالمقابل فقد تحدث بعض المدرسين عن معاناتهم مع العام الدراسي في ظل هذه الأزمة مع الارتفاع غير المسبوق لأجور النقل من والى الريف والتي لا تغطيها أي زيادة للراتب، مهما زادت نظرا لتآكل القدرة الشرائية، حيث طالبت المدرسة هيام جعفر بضرورة معالجة الكثير من مطالب المعلمين بما يخفف عنهم الأعباء المادية، وبما يمكّن المدرس من تقديم المعلومة، وما يحتاجه الطالب بكل يسر ولفتت جعفر إلى ضرورة انجاز موضوع التنقلات بشكل مريح للمدرس، ويحقق له الطمأنينة، لاسيما وأن العديد من المدرسين يضطرون لقطع أكثر من ٢٥ كيلو متر بشكل شبه يومي للوصول إلى مدرستهم، ولاسيما خلال الساعات الأولى من الدوام المدرسي، وهذا فيه الكثير من المشقة والصعوبة بمكان بحيث لا يستطيع القيام بواجبه بكل مسؤولية تجاه طلابه، فيما طالب البعض الآخر من المعلمين بضرورة تكثيف الحصص الدرسية الأسبوعية بما يؤمن للمدرس عطلة يوم أو يومين تساعده على توفير أو تخفيف بعض من الأعباء عليه، لاسيما وأن معظمهم لديهم عائلات ،ولها أيضا مصاريف مادية ضاغطة.
التربية توضح
لدى وضع هذه الشكاوى أمام مدير تربية طرطوس علي شحود أوضح أنه تم تجهيز المدارس بكل ما يلزم من إجراءات إدارية ولوجستية، إضافة إلى توفير الأثاث المدرسي و القرطاسية المدرسية اللازمة لسير الدوام المدرسي، مشيراً إلى أن وزارة التربية تعتمد خطة توطين التعليم منذ سنوات، وسعيا منها لتأمين وتوفير المعلم في كل مكان يتم إصدار التشكيلات الإدارية في بداية كل عام، حيث تم إصدار التنقلات الإدارية و التعليمية للعام الدراسي 2023_2024 بما يسهل عملية تنقل المعلمين قدر الإمكان، ويساعدهم في الوصول إلى أماكن عملهم و ذلك وفق روائز وأنظمة التنقلات الواجب إتباعها، كما يتم مراعاة التنقلات بما يخفف الأعباء المادية و حسب الأماكن ووفق رغباتهم المقدمة من خلال طلبات النقل.
كما يتم توزيع الأنصبة الدرسية حسب عدد الحصص المطلوبة للمنهاج، ولا يمكن الإخلال بعدد الحصص اللازمة بما يؤمن سير العملية التعليمية والتدريسية لما فيه مصلحة لخدمة التعليم والطالب.
تضافر الجهود
من جانبه تحدث وائل داود عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع التربية في محافظة طرطوس حول آلية تنسيق بين المحافظة ومديرية التربية بهدف تسيير عملية النقل وتخفيف الأعباء عن كاهل المدرسين، ولاسيما في القرى البعيدة بما يضمن الغاية المرجوة من نجاح العملية التعليمية، وكذلك مصلحة الطالب في المقام الأول والأخير.
وفي ذات السياق تحدث المهندس أصف حسن عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة طرطوس، حيث أشار إلى خطة المحافظة لتفعيل خطوط النقل موضحاً، أنه بعد تفعيل أجهزة التتبع على السرافيس العاملة على خطوط السير بمحافظة طرطوس أصبح يتعذر تخديم العديد من القرى التي لا يوجد على خطوطها أي سرفيس وأيضا على الخطوط المزدحمة في حالات الذروة، وبالتالي أصبح من الضروري رسم مسار إضافي لبعض السرافيس من خطوط أقل ازدحاما لتخديم تلك القرى وجرى التنسيق مع مدراء المناطق والوحدات الإدارية وتم تحديد القرى غير المخدمة وأرسل جدول يحدد المسار الأساسي للمركبة والمسار الإضافي إلى الشركة المختصة بالتتبع ونحن بانتظار تفعيل المسار الإضافي من قبل الشركة.
بالختام، كان الأفضل وضع خطة عملية من خلال عقد اجتماع برئاسة المحافظ، وبمشاركة كافة الجهات المعنية من نقل وتربية وشرطة وحماية المستهلك وغيرها من بقية الجهات الأخرى، بهدف وضع مقترحات قابلة للتنفيذ تضمن وصول آمن لطلابنا ومدرسينا، بما يضمن توفير الظروف المناسبة لإنجاح الغاية المرجوة، وقبل أن يتم تركهم على قارعة الطرقات، ومع بداية موسم الأمطار، حيث تتقطع سبل الوصول والنقل!.
لؤي تفاحة