مشروع تطوير الكرة يمضي عكس الاتجاه.. والاختيارات غريبة!
علي حسون
حسم اتحاد كرة القدم قراره بعدم استكمال مرحلة الإياب من مشروع تطوير كرة القدم وفق ما كانت الخطة بداية المشروع، إذ شكّل الاتحاد لجنة مؤلفة من مدرّبين، وتمّ أيضاً اختيار 36 لاعباً من كافة منتخبات المحافظات بناءً على أدائهم في مرحلة الذهاب.
هذه القرارات تركت عند المهتمّين إشارات استفهام وتعجب، حيث تساءل مدرّبون هل تكفي مرحلة الذهاب لاكتشاف المواهب وانتقائها، خاصة وأن عدد مباريات كل منتخب لم تتجاوز 5 مباريات فقط؟ لذلك الأجدى إعطاء فترة أكثر للاعب كي يثبت نفسه بعد كثرة الاحتكاك، علماً أن اللاعبين صغار السن بحاجة إلى مباريات عديدة لكسر الخوف لدى البعض منهم، مشيرين إلى أن اللاعبين تحت 16 عاماً لا يمكن الحكم عليهم من بضع مباريات، وهذا ما تؤكد عليه القوانين والتعليمات التدريبية العالمية، وبما أن مشروع التطوير فكرة عالمية كان يجب من القائمين على المشروع تطبيق الحدّ الأدنى من أساسيات فن التدريب.
وشكّك بعض المدرّبين العاملين في المشروع بصحة انتقاء بعض اللاعبين، معتبرين أن هناك لاعبين يستحقون أن يتواجدوا بين المدعوين لكن لم يتمّ اختيارهم لأسباب أرجعوها إلى المحسوبيات والمصالح للبعض.
انتقاء اللاعبين وحده لم يكن محاطاً بالشكوك، بل استهجن الكثير من الكوادر الفنية والإدارية العاملة في المشروع اختيار مدرّبين ضمن اللجنة المشكلة لانتقاء اللاعبين تسببوا في إشكاليات أثناء قيادة منتخباتهم، وأساؤوا بالتلفظ والتهجم على الآخرين والصعود إلى المنصة وشتم الجمهور بألفاظ نابية بشهادة الجميع وصور الكاميرات وتقارير المراقبين، فكيف يصلح هؤلاء لانتقاء المواهب، خاصة وأن أخلاقيات المدرّب أهم بكثير من قدراته الفنية في حال وجدت لديه.
ومع هذه القرارات والمحسوبيات لن تتطوّر كرتنا طالما بداية الطريق تبدأ هكذا، فكيف نقول عن منتخبات الشباب والأولمبي والرجال؟ ولاسيما أننا نرى ماذا يحصل لمنتخباتنا في التصفيات، فالمنتخبات التي كنا نجهز عليها بفارق يزيد عن 5 و10 أهداف، أصبحت ترمينا خلف ظهرها من خلال الفوز علينا كصيد سهل، عازين ذلك إلى أن هذه المنتخبات عملت على القواعد وسبقتنا بأميال عما نقوم به نحن حالياً، فهم أحضروا مختصين ولم يسمحوا بدخول المحسوبيات والواسطة إلى قواعد كرتهم ليصلوا إلى ما هي عليه الآن، واتحادنا فقط عليه أخذ “كورسات” بالرياضيات خاصة وأن لعبة الاحتمالات اختصاصنا منذ سنين!.