جونغ أون من مطار فوستوشني: مجد روسيا التي أنجبت أوّل مستكشفي الفضاء سيبقى خالداً
موسكو – وكالات
ربّما كان هذا اللقاء هو لقاء المفاجأة الذي لم تكن تنتظره واشنطن وحلفاؤها الغربيون، فالزعيمان مصرّان على التعاون في أشدّ المجالات حساسية بالنسبة إلى الغرب، وهو الفضاء الذي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها السيطرة عليه وإخراج روسيا الرائدة في صناعة الفضاء منه.
غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الغرب، حيث يبدو أن هناك لاعباً جديداً ومشاكساً سينضمّ إلى نادي الفضاء الدولي، وسيحصل على تقنية صناعة الفضاء من النبع مباشرة دون التوسّل إلى الغرب في ذلك، وهذا الأمر تهتمّ به روسيا طبعاً لأنها تعمل على إشراك حلفائها في جميع الإنجازات التي تحققها في هذا المجال وغيره.
وفي السياق، أّكّد زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون خلال محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء أن العلاقات مع روسيا تمثل “الأولوية الأولى” بالنسبة لبلاده، وأن مجد روسيا التي أنجبت أول مستكشفي الفضاء سيبقى خالداً.
وفي مستهل الاجتماع الذي عقده بوتين وكيم في مطار فوستوشني الفضائي بمقاطعة آمور في شرق روسيا، أشار بوتين إلى أن اللقاء يجري “في وقت خاص”، حيث احتفلت كوريا الديمقراطية مؤخراً بالذكرى الـ75 لتأسيس الدولة، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفييتي كان أول من اعترف بها.
ووصف بوتين الذكرى الـ70 لانتصار بيونغ يانغ في الحرب الكورية بأنها “تاريخ مشهود”، وأشار إلى أن الاتحاد السوفييتي قدّم مساعدة من أجل تحقيقه.
وبالإشارة إلى مكان انعقاد الاجتماع، قال بوتين: إن روسيا فخورة بإنجازات قطاعها الفضائي.
من جانبه، أعرب كيم عن امتنانه للجانب الروسي على حسن الترحيب، وقال: “نعقد الآن اجتماعاً خاصاً معكم في قلب القوة الفضائية روسيا.. لقد تمكّنا من رؤية حاضر ومستقبل القوة الفضائية الروسية بأعيننا”.
وصرّح كيم بأن “روسيا نهضت الآن للنضال المقدّس لحماية أمنها”، وقال: “نريد مواصلة تطوير العلاقات مع روسيا، وقد دعمنا دائماً بوتين والحكومة الروسية”.
وأضاف: “آمل أن نكون دائماً معاً في الكفاح ضد الإمبريالية ومن أجل بناء دولة ذات سيادة”.
وأعرب كيم جونغ أون عن ثقته في أن محادثاته مع بوتين ستساعد في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد.
وقبل ذلك بقليل، حينما كان يُنتظر قدوم موكب الزعيم الكوري الديمقراطي، تحدّث بوتين إلى الصحفيين وكشف عن بعض أجندة لقائهما.
وردّ بوتين على سؤال عمّا إذا كانت روسيا ستساعد كوريا الديمقراطية في بناء الأقمار الصناعية، بقوله: “هذا هو السبب الذي أتينا من أجله إلى قاعدة فوستوشني الفضائية”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن “زعيم كوريا الديمقراطية يظهر اهتماماً كبيراً بتكنولوجيا الصواريخ، ويحاولون تطوير الفضاء”.
وعندما سئل بوتين عمّا إذا كان سيجري بحث التعاون العسكري الفني خلال محادثاته مع كيم، قال: “سنتحدّث عن كل القضايا دون عجالة. هناك ما يكفي من الوقت”.
وبعد مراسم الاستقبال التي جرت عند المدخل الرئيسي لمبنى تركيب واختبار الصواريخ الحاملة للمجمع التقني في مطار فوستوشني الفضائي، تجوّل كيم بصحبة بوتين في صالة تجميع الصاروخ الفضائي “أنغارا”، كما اصطحب بوتين ضيفه لمشاهدة قاعدة إطلاق الصاروخ الفضائي “سويوز” في المطار.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، في لقاء تلفزيوني اليوم الأربعاء: إنه تم تبنّي العقوبات الدولية السابقة ضد كوريا الديمقراطية في بيئة جيوسياسية مختلفة تماماً عن الوضع الحالي.
وأضاف: “في تلك الفترة، كانت هناك مشكلات في بدء الحوار والمناقشات الجادة في مجلس الأمن الدولي. ولكن بعد اعتماد القرار الأخير، قلنا بحزم إنه لن يكون هناك المزيد من العقوبات ضد كوريا الديمقراطية. واتخذ شركاؤنا الصينيون الموقف نفسه”.
وأشار لافروف إلى أن الدول الغربية كانت قد وعدت بأن يتم بالتوازي مع مسار العقوبات، تنفيذ المسار السياسي وحل القضايا الإنسانية في كوريا الديمقراطية، لكن تبيّن أن هذه الضمانات والوعود كاذبة، وهذا التنصّل من الوعود يؤدّي إلى إفشال محاولاتها لإصدار قرار ضدها عبر مجلس الأمن الدولي.
وذكّر لافروف، بأن الولايات المتحدة رغبت في أيار 2022 بتمرير قرار دوري لمجلس الأمن الدولي حول العقوبات ضد كوريا الديمقراطية، لكن روسيا لم تسمح بذلك.
وقال: “قمنا مع الأصدقاء الصينيين، بإعداد مشروع قرار يركّز حصراً على حل القضايا الإنسانية، فضلاً عن استئناف العملية السياسية كجزء من مهام تعزيز الأمن في شمال شرق آسيا”.
وتابع الوزير الروسي القول: “ولكن الولايات المتحدة بدلاً من ذلك تقوم، إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وحلفاء آخرين، بمحاولات لنقل عناصر من قواتها الاستراتيجية إلى جنوب شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك الحديث عن احتمال ظهور أسلحة نووية أمريكية في شبه الجزيرة الكورية بهذا الشكل أو ذاك”.