البطاطا ارتفعت 200%.. واتحاد غرف الزراعة يبرئ التصدير من المسؤولية
دمشق – محمد العمر
ارتفعت أسعار البطاطا في الأسواق أكثر من 200% بالفترة الأخيرة، ما جعل الكثير من الأسر والعائلات غير قادرة على شرائها، وإن تم شراءها فستكون بكميات قليلة وبالحبة والحبتين، خاصة أنها مادة غذائية يومية مستهلكة، ويعلل مراقبو الاقتصاد هذا الارتفاع بفتح التصدير وتجاوزه لكميات كبيرة عن الكمية المسموح بها، ما أدى إلى قلة الكميات التي تصل للأسواق إلى جانب الخلل في توزيع الموارد وسوء إدارتها مع تخبط في حساب حاجة الأسواق من المواد الغذائية والخضراوات.
قلة العرض!
تجار في سوق الهال أرجعوا ارتفاع مادة البطاطا الى قلة توريدها وتدني عرضها مقابل الطلب المتزايد من المطاعم ومنشآت الطعام فضلاً عن استجرار الأسواق الداخلية، وعللوا ذلك أن توريدها من منطقة حوران انخفض عن الفترة الماضية بنسبة كبيرة، سيما أن جزء كبير منها ذهب للتصدير كون البطاطا الحورانية مرغوبة ومعروفة بملوحتها، هذا ناهيكم عن أن أجور النقل والشحن للسيارات القادمة إلى الزبلطاني، أصبحت مرتفعة للغاية بعد ارتفاع المحروقات الفترة الماضية، فأصغر سيارة تتجاوز المليون ونصف من درعا لدمشق، هذا كله لعب دوراً في رفع سعر الخضار حسب قولهم.
البعض منهم دلّ على أن إنتاج العروة الصيفية نفذ بالفترة الحالية، وما بقي هو جزء يسير، وتساءل آخرون من التجار عن الكميات التي أخذتها السورية للتجارة من المحافظات والموجودة في مراكز التبريد والتي تسهم في حال طرحها وتوزيعها في السوق في كسر السعر نوعا ما، مؤكدين دور السورية للتجارة كتاجر بالسوق بحيث أنها لا تختلف عن عقلية التاجر في البيع، والفارق لا يكون إلا شيئاً بسيطاً، والدليل ما يباع بالأسواق اليوم من خضار وفواكه أعلى من السوق.
قد تتحسن!
رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد الخليف بين أن مادة البطاطا كانت أسعارها منخفضة الفترة الأخيرة، حيث أن ارتفاع التكاليف للمزارع ومنها مادة المحروقات والسماد قد أثر على السعر قليلاً، مشيراً إلى أن إنتاج العروة الصيفية في خواتيمها، ومع بدء إنتاج العروة الخريفية سينخفض السعر في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن معظم المحاصيل الزراعية تخضع للخطة الزراعية التي وضعت هذا العام، والتي تم ضمنها تحديد المحاصيل التي يجب أن تزرع في كل محافظة والمساحات التي تجب زراعتها بدقة، حيث أنه من المتوقع أن تتحسن وترتفع المساحات المزروعة، خاصة أن عمليات زراعة المحصول لم تستكمل بعد، وثمة مساحات قد تدخل حيز الاستثمار من خارج المخطط..
ويتفق رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو مع غيره من أن مدخلات الإنتاج ارتفعت أكثر من السابق على الفلاح، خاصة أن ارتفاع سعر الصرف لهذه المستويات، جعل هذه المدخلات ذات قيمة كبيرة، مما أثر بشكل سلبي على التكاليف الإنتاجية ورفع من سعرها، نافياً كشتو أن يكون للتصدير أية علاقة بالأسعار الحالية، فالكميات التي تصدر يومياً من البطاطا حسب قوله لا تتجاوز مئة طن، ضمن كميات فائضة مسموح بتصديرها عن حاجة السوق، وبين كشتو أن قرار تصدير مادة البطاطا، كان مدروساً بشكل سليم من جميع الأطراف، حيث أن القرار يحد من خسائر الفلاح التي ارتفعت تكاليف إنتاجه بشكل كبير، وما يهمّ بالنهاية هو مصلحة جميع الأطراف من فلاح ومواطن معاً.
سوء إدارة!
الخبير الزراعي والاقتصادي محمد القاسمي بين أن سوء إدارة الموارد الزراعية هو ما نعاني منه اليوم، ففي الوقت الذي يجب به أن تتوفر جداول وبيانات ومخططات لحاجة الأسواق المحلية ومدى القدرة على التصدير مع وجود دراسات لحاجتنا من الكميات الفائضة، فإن الأسواق اليوم تسير عكس التيار، كما حصل مع زيت الزيتون والثوم اليوم والبصل من قبل، فدعم التصدير يتم على حساب الإنتاج والمواطن وحاجته من هذه الموارد، وتساءل القاسمي عن مدى الإيفاء بالالتزامات والوعود التي أطلقت من غرف الزراعة واتحاد الفلاحين بأن لا يؤثر التصدير على حاجة السوق.! هذا أولاً، وثانياً أين الكميات التي استجرتها مؤسسة السورية للتجارة من المحاصيل ومنها البطاطا، خاصة أن هناك تقديرات بكميات تتجاوز الألف طن استجرتها السورية للتجارة وبأسعار تتراوح مابين 1100 و1300 ليرة سورية من أرض الحقل، وكل ذلك كان تدخلاً إيجابياً لكسر حلقات الوساطة، وحتى يستفيد الفلاح من فرق سعر العبوات وأجرة النقل والتحميل.
وأشار القاسمي إلى أن إنتاج العروة الربيعية كان جيداً هذا العام، والمساحات المنفذة تجاوزت المساحات المخطط لها، كما هو بدرعا وريف دمشق، حتى أن العروة الربيعية من المعروف عنها أنها تتميز بمقاومتها للأمراض وإنتاجيتها العالية لكون بذارها مستوردة، ومن الأصناف الهجينة، لذا ليس من المعقول أن يكون إنتاج العروة الصيفية قد انتهى مع وصول الأسعار الى هذه الأرقام ، فمن المبكر أن تصل الأسعار الى هذا القياس، فعلى الأقل حتى نهاية أيلول وتشرين الاول، معتبراً أن أسعار البطاطا حالياًغير مقبولة أبداً!