بمشاركة سورية… انعقاد أعمال المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة
نيويورك – سانا
بمشاركة سورية عقد في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات ووفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تتواجد في نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال حفل الافتتاح أن التغير المناخي دمّر مجتمعات بأكملها، وبأن أجندة 2030 تحقق تطلعات دول العالم، لافتاً إلى ضرورة احترام الالتزامات فيها والالتزامات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومعتبراً أن تحقيق 15 بالمئة فقط من أهداف التنمية يحتاج للإنقاذ على الصعيد العالمي، وأن الهيئات المالية الدولية قد تقادمت وأصبحت غير منصفة وهناك حاجة ملحة للإصلاح.
ولفت غوتيريش إلى وجوب القيام بستة تدابير لتحقيق أجندة 2030 وهي مواجهة الجوع، وتعزيز دور الطاقة المتجددة، وسدّ الفجوة الرقمية، وتحسين مستوى التعليم، وتأمين العمل والحياة الكريمتين، وإيقاف الحرب ضدّ الطبيعة.
من جانبه، أكد رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس أن المنتدى يوفّر منصة فريدة لإعادة الالتزام بخطة عام 2030، مشدّداً على أن قادة العالم لا يمكنهم التراجع عن عزمهم وتصميمهم في بذل قصارى جهدهم لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة على الرغم من النكسات التي واجهتها.
وتابع فرانسيس: من خلال إحداث تغيير ملموس في حياة الكثيرين يمكننا أن نثبت بأن الأمم المتحدة لا تستمع فقط إلى مطالب أولئك الذين يعيشون في أوضاع صعبة، ولكن الأهم من ذلك أن هذه الاحتياجات لن تمر دون تلبيتها.
والتقى السفير بسام صباغ رئيس وفد الجمهورية العربية السورية اليوم على هامش أعمال المنتدى وزير خارجية نيكاراغوا دنيس مونكادا في مقر الأمم المتحدة.
وناقش الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين، وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون والتنسيق بشأن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة.
وأكد الجانبان على ضرورة فضح الآثار السلبية للتدابير القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على بعض الدول الأعضاء ومنها سورية ونيكاراغو.
إلى ذلك، حذّر قادة عالميون من المخاطر التي يواجهها العالم ما لم يتم التحرك بشكل عاجل لإنقاذ مجموعة من أهداف التنمية لعام 2030 والخاصة بالقضاء على الجوع والفقر المدقع ومكافحة تغير المناخ.
وذكر مركز أنباء الأمم المتحدة أن إعلاناً للقادة الذين اجتمعوا في الأمم المتحدة وأقروه في قمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء فيه أن ” تحقيق أهداف التنمية المستدامة في خطر.. نشعر بالقلق من أن التقدم في معظم أهداف التنمية المستدامة إما يحدث ببطء شديد أو يتراجع إلى ما دون خط الأساس لعام 2015″.
ويتضمن الإعلان قائمة مهام عام 2015 التي تشمل 17 هدفاً للتنمية المستدامة، بينها أيضاً المياه والطاقة وتضييق فجوة التفاوت وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وأقر القادة أن “تحقيق الأهداف في خطر”، وقالوا: “في منتصف الطريق على مسار أجندة 2030 نشعر بالقلق، لأن التقدم على مسار معظم أهداف التنمية المستدامة يسير بشكل بطيء للغاية أو تراجع عن الحد الذي وضع عام 2015″، مشدّدين على أن “عالمنا يواجه أزمات هائلةً، وقد انعكست سنوات من المكاسب التي تحققت في مجال التنمية المستدامة ووقع الملايين في الفقر وزاد انتشار الجوع وسوء التغذية، وارتفعت الاحتياجات الإنسانية وأصبحت آثار التغير المناخي أكثر وضوحاً”.
وأكد القادة في الإعلان أن “القضاء على الفقر بكل أشكاله بما فيه الفقر المدقع هو أكبر تحد دولي ومطلب لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة”.
وتم اعتماد الإعلان السياسي في الجلسة الافتتاحية لقمة أهداف التنمية المستدامة التي تعد محوراً للأسبوع السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد القادة في الإعلان أن “تغير المناخ هو أحد أكبر تحديات العصر الحالي”.
بدوره قال غوتيريش أمام قمة الزعماء: إن 15 بالمئة فقط من الأهداف تسير على الطريق الصحيح، بينما يسير كثير منها في الاتجاه المعاكس.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن “عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع بدرجة متوسطة إلى شديدة في العالم اليوم يزيد 745 مليوناً عما كان في عام 2015، وإن العالم بعيد كل البعد عن المسار الصحيح في جهوده الرامية إلى تحقيق هدف الأمم المتحدة الطموح المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.