جديد اتّحاد الكتّاب.. قصائد تعليمية وقصص توعوية للأطفال والنّاشئة
نجوى صليبه
للطّفل نصيبه من منشورات اتّحاد الكتّاب قصصاً وقصيداً ومسرحاً، إذ صدر مؤخّراً عن سلسلة أدب الطّفل مجموعة من المؤلفات المتخصصة بالأدب الطّفلي، وأمّا البداية فمع المجموعة الشّعرية “حروف الهجاء” للشّاعر أسعد الدّيري، رسوم رامز حاج حسين، وإخراج هيثم الشّيخ علي، وتتضّمن قصائد غنائية تعليمية على عدد حروف اللغة العربية، بلغة بسيطة وسهلة وفي الوقت ذاته قوية وجزلة، وسهلة الحفظ، ويمهّد لها الدّيري بقصيدة “اقرأ. اقرأ”، ومنها نقتبس:
اقرأ.. اقرأ .. أحلى كلمة
وبها نصعد .. نحو القمّة
اقرأ اقرأ.. لغة الضّاد
أجمل إرثٍ .. للأحفاد
ويوضّح الدّيري بعض القواعد النّحوية والإملائية والكتابية لكلّ حرف، فمثلاً ينوّه في قصيدته “حرف أ” أنّه أورد الهمزة مع الألف للتّفريق بين الألف اللينة والمتحرّكة، يقول:
اسمي الألف .. اسمي الألف
شكلي أبداً .. لا يختلف
حين تراني .. دوماً أقف
أبداً أبداً .. لا أنحرف
ومعي همزة .. حيناً تأتي
إمّا فوقي .. أو من تحتي
وفي كملته الموجّهة للطّفل والتي زيّنت غلاف المجموعة، يقول الدّيري: “أحبّتي الأطفال.. معاً لنقرأ.. معاً لنحفظ حروف الهجاء.. معاً لننقش أهازيجنا فوق جبين الشّمس.. عسى أن تقرأها الغيوم فيهطل المطر، وتقرأها الينابيع فيتدفّق منها الفرح، وتقرأها البلابل والعنادل والعصافير، فتنسكب من مناقيرها شلالات من الألحان العذبة.. لأنّكم أنتم البراعم الواعدة التي سيحتضنها الرّبيع والوطن”.
كما صدر عن السّلسلة ذاتها، المجموعة القصصية “كابوس الملك السّمين” للأديب ماجد يحيى حمدان، وتضمّ اثنتي عشرة قصّة مختلفة المواضيع والأهداف، منها “القرد السّباح” و”الثّعلب وقطع الجبن” و”الدّواء المزيّف” و”البحث عن الكنز”، ولأنّ الطّفل ينجذب إلى الصّورة كما الكلمة، رسمت شذا سمعول رسوم القصّة، بما ينسجم وذهنيته، ويتوافق وجمالية القصّة وأحداثها.
“رجل الثّلج يحلم بالدّفء” عنوان مجموعة قصصية أخرى صادرة عن اتّحاد الكتّاب العرب للأديبة كنينة دياب، ورسوم شذا سمعول أيضاً، وهي موجّهة للنّاشئة وفيها قيم إنسانية وتربوية عديدة ومواعظ بأسلوب غير مباشر، وذلك بتناول المشكلات التي قد يعانيها أيّ تلميذ في صّفه أو في علاقاته مع الجيران والأسرة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر القصّة التي حملت عنوان “سنابل الأصدقاء”، وفيها تروي الأديبة قصّة “سامر” التّلميذ المهذّب والمحبوب والمتعاون والذي يساعد أصدقاءه في واجباتهم من دون أن يتباهى بذلك، على عكس زميله “فؤاد” المغرور الذي قصده في أحد الأيّام ليساعده في حلّ واجب الفيزياء، ولم يخيّب “سامر” ظنّه، ساعده وطلب منه ألّا يشيع الخبر، وفي اليوم التّالي طلب المدرّس رؤية الواجبات، ويا للصّدمة لم يجد “سامر” كرّاسة الواجب في حقيبته، وبعد انتهاء المدرّس من الاطّلاع على الواجبات وجد أنّ “فؤاد” هو الوحيد الذي حلّ الواجب، فطلب منه حلّه غيباً على السّبورة أي من دون الاستعانة بكرّاسه، لكنّه لم يستطع ذلك، حينها اكتشف المدرّس أنّ “فؤاد” هو من أخفى كرّاس من قدّم له يد العون، ما أصاب “سامر” بحزن شديد، وعندما عاد إلى المنزل بعد انتهاء دوام المدرسة، لاحظ والده ذلك فقال له: “سنخرج اليوم بعد العصر لنتنزّه في الحقول، ما رأيك يا بنيّ؟”، وافق “سامر” على اقتراح والده، وخرجا يتمشّيان ومرّا بحقلٍ مزروعٍ بالقمح، فقال له: يشبه القمح بني البشر كثيراً.. انظر إلى السّنبلة التي تشمخ برأسها إلى الأعلى كيف تلعب بها الرّيح يميناً ويساراً، أمّا السّنابل الأخرى فهي محنية، لكنّ الرّيح لا تهزّها بسهولة، أتدري لماذا؟ أجاب “سامر”: “ألأنّها ملأى بحبّات القمح؟”.
ومن بين الإصدارات أيضاَ النّص المسرحي “ثعلوب في ورطة” للأديب حمدي موصلي، وبطابع القصيدة المغنّاة، يقدّم حمدي رسالته التّربوية والأخلاقية والتّعليمية، إذ يروي حكاية مجموعة حيوانات تعيش في كنف حطّاب يرعاها ويحافظ عليها، لكن يغرر بها ثعلب ماكر ويقنعها باللحاق به، فيحتجزها، إلى أن يتمكّن الحطّاب من تحريرها بعد معركة تساهم فيها الحيوانات، معبّرة عن قدرتها في الدّفاع عن نفسها.
وفي مجال الأدب الطّفلي المترجم، صدر أيضاً “قلب بطل” وهي مجموعة قصصية ترجمتها من الإنكليزية إلى العربية المترجمة لودميلا نده، وتمكّن هذه المجموعة الطّفل من التّعرّف على الثّقافات الأخرى من خلال قراءة ما يكتب أدباؤها عن بلادهم ومجتمعاتهم وأطفالهم، طبعاً هذا بالإضافة إلى القيم التّربوية والأخلاقية والإنسانية السّامية التي تهدف إليها جميع الإصدارات السّابقة.