أيدي أمريكا ملطخة بأرواح الفيضانات الليبية
تقرير إخباري
قال مسؤول ليبي أن الطرف المسؤول عن قتلى الفيضانات الأخيرة التي وقعت في درنة بليبيا، وخلفت ضحايا وصل عددهم إلى أكثر من 11 ألف شخص هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي خطط ونظم هجوم الولايات المتحدة وحلف الناتو على ليبيا في عام 2011 لتغيير النظام فيها.
في عام 2016، وجد تقرير أن تدخل القوات المسلحة البريطانية والفرنسية والأمريكية في ليبيا في آذار 2011 لم يكن مبنياً على معلومات استخباراتية دقيقة . وأضاف التقرير إن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وحلف الناتو “انجر نحو سياسة انتهازية لتغيير النظام”، وكانت نتيجتها انهيار سياسي واقتصادي، وحروب بين الميليشيات والقبائل، وأزمات إنسانية وأزمات مهاجرين، وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وانتشار الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة ونمو “داعش” في شمال أفريقيا.
لقد أدى الهجوم إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، وتدمير البنية التحتية المدنية، ومنع تعافي البلاد بعد 13 عاماً من الصراع المسلح، وهو المسؤول عن عدم وجود حكومة في ليبيا اليوم التي فشلت في تحذير الناس من خطر العاصفة “دانيال”، و التي تسببت في هطولات كبيرة من الأمطار أدت لانهيار سدين.
لقد أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على تدمير ليبيا، لكنها لم تنفق على إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها، مثل السدود وإمدادات المياه والمستشفيات والمدارس ومحطات الطاقة الكهربائية، حيث تصل التبرعات الدولية إلى ليبيا الآن، لكن الولايات المتحدة لم تقم بإرسال أي شيء غير ما تقدمه للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي يتم توزيعها من خلال الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، حيث لن تساعد الخيام والضمادات ليبيا على التعافي مما فعله أوباما وساركوزي وكاميرون في 2011.
قال عمدة مدينة درنة، عبد المنعم الغيثي، لم تتم صيانة السدود بسبب الصراع المسلح الدائر منذ عام 2011. ل قد أدى تدمير الولايات المتحدة لليبيا إلى تقسيم البلاد إلى شرق وغرب، مع حكومتين منفصلتين، ولم يتم التصويت على أي منهما لتولي السلطة من قبل الشعب.
لقد كان الهدف من هجمات الولايات المتحدة في عهد إدارة أوباما وحلف الناتو على ليبيا هو تغيير النظام، وقد جاءت تلك الهجمات في أعقاب هجوم الولايات المتحدة وحلف الناتو على العراق عام 2003، والذي أدى إلى الإطاحة بصدام حسين وتدمير البلاد، ولا يزال العراق يفتقر إلى الآن للماء والكهرباء والمستشفيات والأدوية والمدارس حتى بعد 20 عاماً على الغزو، فلم يتعاف العراق ولم يُعاد بناؤه إلى الآن، ويمكن توقع أن يكون كذلك الحال في ليبيا والتي شهدت مثل العراق أعدداً هائلة من الضحايا المدنيين . لقد تعرض العراق لما يزيد على عشرين ألف قصف جوي ضخم من نوع “الصدمة والرعب”، تم من خلاله استهداف المدن الكبرى والبنية التحتية المدنية بشكل روتيني.
كان عنوان صحيفة “نيويورك تايمز” الرئيسي يوم سقوط طرابلس، هو “بدء التدافع من أجل الوصول إلى ثروة ليبيا النفطية”، حيث كانت احتياطيات ليبيا النفطية الهائلة، والتي تعتبر الأكبر في أفريقيا والمجاورة لأوروبا، متاحة مجاناً للاستيلاء عليها . والآن، استخدمت الحكومتان الشرقية والغربية في ليبيا موارد النفط كسلاح في حربهما ضد بعضهما البعض.
عناية ناصر