“المخدرات وآثارها السلبية على الشباب” في ندوة حوارية بفرع حلب للحزب
حلب – غالية خوجة
يرتبط وجود المخدرات بالجهل، فكلما ازداد وعي الإنسان ابتعد عن الظلمات، وأدرك أهمية ذاته في بناء المجتمع والوطن والحياة، ومعروفة الآثار السلبية لهذه الآفة الإدمانية، وكيف تترسخ مع وجود الإرهاب الذي يعتبرها من أهم المؤثرات التي تستلب الإنسان عقله وإرادته فتتم السيطرة عليه ويصبح مثل الإنسان الآلي ـ الروبوت، فيغدو مسيّراً وتسهل قيادته.
وأقيمت ندوة حوارية توعوية معنونة بـ “المخدرات وآثارها السلبية على الشباب والاقتصاد الوطني” بفرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ـ شعبة عفرين، في صالة الفنان عمر حجو بالمركز الثقافي العربي بالعزيزية، حيث تداولت الندوة أفكاراً حول شرح ماهية المخدرات وأنواعها وآثارها السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يحافظ الإنسان على ذاته بعيداً عن أخطارها، وكيف يقوم كلّ بدوره في الوقاية منها والتعافي والاستئصال، سواء الأفراد والأسرة والمجتمع ودُور العبادة وجميع الجهات المعنية لتطبيق شعار “لا للمخدرات… نعم للحياة”.
مدير مركز العزيزية، جهاد الغنيمة، لفت خلا إدارته للندوة إلى الدور التخريبي للمخدرات على جميع الصعد، والتي تؤدي بمتعاطييها إلى إيذاء أنفسهم أولاً، تليها عدة انحرافات سلوكية سلبية تنعكس على محيطهم كالسرقة والجريمة والانتحار.
تثبيط وهلوسة
وبعد عرض فيلم وثائقي ـ برومو عن جهود وزارة الداخلية السورية ـ فرع مكافحة المخدرات، وبحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، ومنهم عابدين عيسى عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة، وحسن عارف أمين شعبة عفرين للحزب، بدأ الندوة المقدم زياد دريوس من فرع حلب لمكافحة المخدرات، متحدثاً عن أصنافها الطبيعية مثل القنب الهندي، ونصف الطبيعية مثل نبتة الخشخاش المعالج كيميائياً ليصبح الهيرويين، ومصنّعة.
وأوضح تأثيراتها المثبطة مثل الأفيون، والمنشطة مثل الكبتاغون، والمهلوسة مثل الحشيش، إضافةً إلى بعض المواد المسكّنة طبياً مثل الترامادول، والجديد منها مثل الشابو التي يدخل في تركيبها البنزين، ما يجعل مدمنها معرضاً للموت بعد سنة.
ولفت إلى بعض الأسماء الحركية المتداولة بين المتعاطين والمنتجين والمسوقين والتجار ومنها “الكابتن ماجد” كرمز للكبتاغون.
التسمم ومظاهره
ومن الناحية الطبية، شارك الدكتور خالد قولي آثار هذه الآفة على الصحة الجسدية والنفسية منذ بداية التعاطي ومرحلة التسمّم، مروراً بمراحل أخرى، منها الاستخدام المؤذي، الاعتماد والإدمان، هذيان السحب، اضطرابات ذهانية تؤدي إلى العديد من المظاهر النفسية منها العته واضطراب النساوة والمزاج والقلق والاكتئاب والعدوانية والفصام، شارحاً تأثيراتها الحادة العابرة والمزمنة، ومظاهرها الجسدية التي تخدش الطرق النفسية مثلاً في حالة “الشم”، والاختلاطات الموضعية للحقن الوريدي، مؤكداً على ضرورة الحزم من الجهات المسؤولة.
التعافي تربوياً وأخلاقياً
وبدوره، أكد الشيخ بلال سيف ـ مديرية الأوقاف على ضرورة التعافي التربوي والوجداني والأخلاقي ابتداء من الأسرة والذات والمجتمع، للحفاظ على الضروريات الخمس: حفظ العقل لأن كل ما يُذهب بالعقل هو مُسْكر، وحفظ النفس من التهلكة، وحفظ المال من الهدم، وحفظ العرض والأنساب، وحفظ الدين والأخلاق.
جرثومة ترفضها الأجيال
والتقت “البعث” عدداً من الحضور الشباب والأطفال لاستيضاح رأيهم، حي أكدت الطالبة هيفاء أبو دان ـ الصف السادس إن المخدرات مشكلة على الإنسان أولاً، وعلى الأهل والمجتمع والطبيعة.
وقالت الطالبة ريان ياسوف: إنها جرثومة تجعل الإنسان بلا عقل فيخسر نفسه وأهله وماله.
بدوره خليل راشو طالب حقوق لفت إلى أن الإدمان على المخدرات حالة سلبية مأساوية لأنها مضرة جداً وأكبر أضرارها أنها تُذهب بالعقل والأخلاق.
من جانبها، مايا بركات، إعلامية من شعبة عفرين، ذكرت أن المخدرات حالة جهل قد تنتشر في الأرياف والمدن، ويتزايد حضورها أثناء الحروب، بينما صانعوها ومنتجوها وناشروها وتجارها فهم من المفسدين الساعين للربح السريع، وهذا يعني أنهم بلا أخلاق ولا إنسانية.