رياضتنا في الآسياد.. بين الحضور وأسباب الغياب؟
ناصر النجار
انطلقت بعثتنا الرياضية إلى الصين للمشاركة في دورة الألعاب الرياضية الآسيوية، وتعدّ من أصغر البعثات، ومشاركتنا هي الأقل حجماً بتاريخ مشاركاتنا بالآسياد.
وبعيداً عن المشاركة وعدد الألعاب الرياضية ونخبة الأبطال الرياضيين المشاركين، فإننا كنّا نتمنى لو كان بين المشاركين رياضية من بطلاتنا، لكن المشاركة الأنثوية في هذه الدورة المهمّة غابت لأسباب شتى، وربما أهم الأسباب تراجع مستوى الرياضة الأنثوية وعدم وجود رياضية واحدة قادرة على دخول المنافسة الجادة رغم وجود العديد منهن متفوقات بألعاب شتى، وبغضّ النظر عن هذا الأمر فعدم المشاركة يفرض على القائمين على الرياضة أن يسعوا بجدية لإعادة البوصلة باتجاه رياضتنا الأنثوية لعلها تستعيد بريقها عبر بطلة في ألعاب القوة وأخرى بألعاب القوى وثالثة في السباحة ورابعة في كرة الطاولة وغيرها من الألعاب التي تجد الأنثى نفسها في ميادينها.
ومن السلبيات التي تعصر القلب اختصار التفوق الرياضي على ألعاب بسيطة معدودة على أصابع اليد الواحدة، لنتساءل عن بقية الرياضات وأحوالها وأسباب إخفاقها؟.
ومن المفيد أن نعيد لنذكّر القائمين على الرياضة وألعابها أن امتحان الرياضة في الميادين القارية والدولية كشف لنا حقيقة ألعابنا، وبيّن لنا العثرات والعقبات التي تعترض العملية الرياضية، كما بان واضحاً لنا طرق العلاج لتستقيم أمور الرياضة وتبدأ عملية النهوض من جديد.
من المفيد فعلاً أن ننظر إلى الخريطة الرياضية لنعيد تفعيلها وإعادة توزيع الألعاب الرياضية بما يضمن نجاعة الألعاب وتطورها.
ولأن الألعاب التي حقّقت إشراقات في الدورات الدولية وغيرها من البطولات الرسمية، فلا بأس من التوجّه إلى الريف لأنه الخزان البشري الذي يناسب هذه الألعاب، ومع المزيد من العناية والرعاية يمكن أن ينتج لنا الريف مواهب عديدة في ألعاب فردية كثيرة.
أيضاً هنالك العديد من الألعاب الجماعية التي تجد لها متابعين ومحبين في ريفنا الجميل ككرة اليد والكرة الطائرة، وكلنا نذكر الأندية الريفية التي تفوّقت في هذه الألعاب ونافست وتخرّج منها العديد من اللاعبين المتميزين كالسودا والدريكيش ومحردة والسقيلبية وسلحب وصلخد والنبك وغيرها كثير.
ما يحدثُ مع بعض الألعاب في المشاركات الخارجية، يؤكد أنه يجب إعادة النظر فيها على صعيد التوزيع الجغرافي وعلى أسلوب الدعم الفني والمالي، فهناك الكثير من المقترحات لرفع سوية هذه الألعاب، ولكن إلى متى سنبقى نصطدم بالعقلية التي تحبط رياضتنا من خلال وضع الأعذار والمبررات على التقصير بدلاً من وضع الحلول لتفادي هذا التقصير؟!.