الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة الدفاعية الإيرانية
طهران – وكالات
أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ الولايات المتحدة الأميركية “فشلت في عزل بلاده”، بعد أن انضمّت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة “بريكس”، وهي تتمتّع بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة مع الدول الأخرى.
وفي مقابلة أجراها مع شبكة “سي أن أن” الأميركية، أشار رئيسي إلى أنّ الأميركيين فشلوا أيضاً “في خلق اليأس والإحباط لدى الشعب الإيراني عبر الضغوط والعقوبات”، مشيراً إلى أنّ “إيران دولة متقدمة”، على الرغم من كل عداوات الغرب.
وأعرب الرئيس الإيراني عن اعتقاده بـ”انتهاء الحقبة التي تريد فيها واشنطن الهيمنة على الشعوب”، إذ تشكّلت في العالم قوى ناشئة “ستبلور مستقبل العالم”.
وفيما يتعلق بصفقة إطلاق سراح السجناء الأخيرة بين واشنطن وطهران، شدّد رئيسي على أنّ “الإيرانيين الذين كانوا في الولايات المتحدة سُجنوا ظلماً، في حين أنّ الأميركيين الذين سُجنوا في إيران ارتكبوا جرائم، وتمّت إدانتهم خلال مراحل المحاكمة”.
ولدى حديثه عن عمليات تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، شدّد رئيسي على أنّ “إيران كانت متعاونةً منذ البداية، وهذا الأمر أكده المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، موضحاً أنّ هذا التعاون تم بطريقتين، “الأولى من خلال تركيب كاميرات تسجّل بصورة دائمة جميع تفاعلات المراكز النووية الإيرانية، والثانية من خلال عمليات التفتيش الدورية التي يقوم بها مفتشو الوكالة”.
وجدّد رئيسي تأكيده أنّ الأسلحة النووية “لا مكان لها في العقيدة الدفاعية الإيرانية، لأن إيران لا تحتاج إليها ولا تؤمن بها”.
واتهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بإنها أطلقت بياناً فيه ادّعاءات لا أساس لها من الصحة، متجاهلةً بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يؤكد عدم وجود انحرافات في البرنامج النووي السلمي الإيراني، مؤكداً أنّ “ثقة بلاده بهذه الدول الثلاث قد قوّضت”، ومشدّداً على “عدم وجود مشكلة في مبدأ التفتيش ووجود مفتشين من جنسيات مختلفة”.
وأشار أن إجراء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% تأتي رداً على انتهاك الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الثلاث للاتفاق النووي، في حين وفّت إيران وحدها بالتزاماتها، موضحاً أنّ “هذا الإجراء لا يعني التوجّه نحو إنتاج الأسلحة النووية”.
وأوضح، أن “الكرة في ملعب الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين عليهما أن تقرّرا الوفاء بالتزاماتهما وإلغاء العقوبات”.
وفي سياقٍ متصل، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده تتلقى دائماً رسائل إيجابية من الأمريكيين، ولكنها تحكم على أساس سلوك أمريكا العملي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، قال عبد اللهيان: إن “الشيء الإيجابي الذي حدث الأسبوع الماضي، هو تنفيذ عملية تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، وتحرير ونقل الأموال المجمدة من كوريا الجنوبية إلى البنك المركزي من خلال القناة المصرفية الرسمية ومن دون فرض العقوبات”، موضحاً أن تبادل الرسائل بين الطرفين ليس بالأمر الجديد، وهناك جهود مستمرة لرفع العقوبات عن إيران من خلال الدبلوماسية والمفاوضات.
وشدّد عبد اللهيان على أن أي خطة ومبادرة توفر مصالح الشعب الإيراني بشكل جيد وتحترم خطوط إيران الحمراء وتكون نتيجتها إلغاء العقوبات وعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها يمكن بطبيعة الحال أن تكون محط اهتمامنا.
وأشار إلى أن “الكثير من المفاوضات أجريت في فيينا منذ أشهر وأدت إلى صياغة مسودة ليست بنهائية لكنها متاحة”، مضيفاً: إنه إذا توافرت لدى الأطراف الأخرى والأمريكيين الإرادة اللازمة في إطار المفاوضات السابقة والأولويات التي تضعها إيران في الاعتبار، فمن الممكن أن نعتبر التوصل إلى اتفاق متاحاً.
وأكد عبد اللهيان أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي بل هي تتبع طريق الدبلوماسية والتفاوض للتوصل إلى اتفاق، ولكن هذه القضية لها أطراف أخرى، فالتوجه الإيجابي والإجراءات البناءة من قبل الأطراف الأخرى للتوصل إلى اتفاق هو مسألة مهمة أيضاً.
وحول تحسن واستعادة العلاقات الإيرانية المصرية في القريب العاجل بناءً على اللقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وصف عبد اللهيان هذا اللقاء بالمفيد، موضحاً أنه تمت مناقشة كل جوانب العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول بعض القضايا الإقليمية والدولية، ومشيراً إلى أن إيران تعتبر مصر دولة مهمة للغاية في العالم الإسلامي وفي المنطقة.