ظروف متباينة لقطبي الكرة الحلبية قبل الديربي
حلب – محمود جنيد
بعد غياب موسمين يعود صخب الديربي الحلبي الكروي المحبب اليوم من بوابة الجولة الثانية للدوري الممتاز لكرة القدم والتي يستضيف فيها الحرية العائد هذا الموسم إلى الأضواء، جاره أهلي على أرضية ملعب السابع من نيسان.
وكان الفريقان افتتحا مبارياتهما في الدوري بتعثر الأهلي أمام جبلة على أرضه بتعادل إيجابي بهدفين لكل منهما جاء بشق الأنفس بعد التأخر بهدفين، في حين وقع الحرية في شراك الساحل الذي أكرم وفادته بعد أن خطف منه نقاط مباراة الجولة الافتتاحية الثلاث.
ظروف الفريقين مختلفة تماماً، إذ أثر الوضع الإداري و تغيير الإدارات في الوقت الحساس على تحضيرات فريق الحرية التي تأخرت ولم تكن على السوية المأمولة، في حين نال الأهلي القسط المناسب من التحضير بحكم مشاركته في الملحق الآسيوي، وبعدها دور المجموعات من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
خسارة الحرية في الجولة الأولى لم تتوقف عند حدود التعثر، بل كشفت واقع الانقسامات الخفية التي ظهرت على سطح الفريق ومن خلفه المتحكمين بمقدراته ، إذ دبت الخلافات على كثير من التفاصيل ومنها التعاقد مع المخضرم سمير بلال من قبل شريحة تستثمر دعمها المحدود بفرض إرادتها لحدود التفشيل في حال لم تطاع، و إزاء ذلك لم يملك كادر الحرية الذي استقال معده البدني صبحي قصار بسبب الخلاف مع المدرب مقوم عباس، من أمره سوى التحضير النفسي لمباراة اليوم التي قد يعول فيها على اللاعبين الشبان استنهاضاً لروح الفريق التي غابت في مباراة الساحل.
أما الأهلي الذي خرج بتعادل صعب من جبلة على أرضه، فهو الآخر يسعى لفوز مطلوب في الديربي قبل السفر إلى السعودية استعداداً للجولة الثانية من دور المجموعات لكأس الاتحاد الآسيوي ، والتي يلتقي فيها بالكهرباء العراقي، إذ أنقذته تبديلات المدرب معن الراشد بعد التأخر بهدفين في مطلع الشوط الثاني لمباراة جبلة، وكان كل من محمود النايف ومحمود العمر، و أنس دهان، وحمزة سواس، وزكريا عزيزة على الموعد وحققوا الإضافة بروحهم العالية ليخلصوا مع النجم أحمد الأحمد صاحب هدفي الفوز فريقهم من هزيمة وشيكة كانت عواقبها كارثية من الجمهور المتعطش للانتصارات.
بالمحصلة فإن المعطيات تميل لصالح الأهلي الذي يمتلك محترفين مازالوا يبحثون عن حضور أقوى مع الفريق، بوضوح من مختلف الجوانب، لكن الديربيات طالما كانت لها خصوصيتها التي تذيب الفوارق وتأتي بالمفاجآت.