جولة جديدة من الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا
عائدة أسعد
خلال اجتماعهما في البيت الأبيض مؤخراً، أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الأوكراني الزائر فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا في صراعها مع روسيا طالما استغرق الأمر هزيمة روسيا.
وبعد ذلك بيومين، تحدث حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، أحد منافسي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وعبر عن رأيه ضد دعم إدارة بايدن لأوكرانيا وكذلك قبول أوكرانيا كعضو في منظمة حلف شمال الأطلسي.
كما أكد ديسانتيس أن انضمام أوكرانيا إلى عضوية الناتو ليس في مصلحة الولايات المتحدة قائلاً: إن كل ما سيفعله زيلينسكي هو إضافة المزيد من الالتزامات إلينا، لذلك إذا كنت تضيف المزيد من الالتزامات، فما هي الفوائد المرجوة التي نحصل عليه في المقابل؟.
إن حاكم ولاية فلوريدا يعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة أن لا تكتب لأوكرانيا شيكاً على بياض ما لم تستخدم كييف نفوذها لإنهاء الصراع ولفت إلى أن الصراع الروسي الأوكراني ليس أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أنه يجب أن تؤخذ هوية ديسانتيس كمرشح رئاسي محتمل للحزب الجمهوري في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بموقفه من الأزمة الأوكرانية، إلا أن ما قاله قد أصاب على الأقل مسماراً في الرأس بشأن قضيتين حاسمتين وهما دعم إدارة بايدن لأوكرانيا وقبول أوكرانيا كعضو في منظمة حلف شمال الأطلسي.
وبما أن الولايات المتحدة لا تستطيع القضاء على روسيا، فيتعين عليها أن تتعلم كيف تتعايش معها، والعكس صحيح وديسانتيس محق في الإشارة إلى أنه إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي بدعم من الولايات المتحدة، فإن ذلك لن يكون نهاية التوترات، بل بداية لجولة جديدة من الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، وهذا سيضيف بالضرورة المزيد من التوترات ومن التزاماتها تجاه الولايات المتحدة وزيادة تفاقم الوضع الأمني في أوروبا.
وعلى هذا النحو وكما أشار ديسانتيس، فإنه يجب على إدارة بايدن أيضاً أن تفكر جدياً في مسألة كيفية إنهاء الصراع، لأن الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لكييف يعمل في واقع الأمر على دفع الوضع إلى التطور في الاتجاه الخاطئ الذي لا يخدم أي مصلحة لأي طرف.
إن الشيك على بياض الذي كتبته إدارة بايدن لكييف سوف يصبح عبئاً أخلاقياً يتعين على الولايات المتحدة أن تتحمله في المستقبل، لأن الأوكرانيين لا يريدون بأي حال من الأحوال أن يروا دمائهم تُراق لمجرد خدمة الولايات المتحدة في تنافسها مع روسيا.
ويجب على بايدن أن ينتبه إلى كلمات ديسانتيس، حتى لو جاءت من أحد منافسيه المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة وقد حان الوقت لإجراء إدارته لتقييم شامل وموضوعي لمكاسب الولايات المتحدة وخسائرها المحتملة من الأزمة الأوكرانية.
كما يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك أن أولويتها لابد أن تكون نفس أولويات بقية العالم، أي إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن ولن تتمكن الولايات المتحدة من تعزيز ادعائها بأنها زعيمة العالم الحر إلا من خلال الإطلاع بدورها الواجب في المساعدة على استعادة السلام والنظام في المنطقة في وقت مبكر وينبغي أن يتم ذلك من خلال الرؤية والمرونة والحكمة، وليس الصواريخ والدبابات والطائرات بدون طيار.