اقتصادصحيفة البعث

في اختتام “معرض الباسل للإبداع” تكريم الباحثين والمشاركين.. وتأكيد على التعاون لدعم الفكر الشبابي واستثماره

دمشق – زينب محسن سلوم   

اختتم اليوم معرض الباسل للإبداع والاختراع الذي ضمّ 72 باحثاً ومشاركاً عرضوا اكتشافاتهم ومشاريعهم في هذا المعرض بدورته الـ21، والذين جسدوا الفكر الشبابي الإبداعي الوطني، وعرضوا أجهزة كهربائية وميكانيكية وإلكترونية، واكتشافات بيئية وزراعية وطبية، وعطرية، وأخرى تتعلق بتوليد الطاقات البديلة وعدد من المنتجات والآلات الصناعية، ومنتجات التكنولوجيا والتقانات الحيوية.

وزير التجارة الداخلية محسن عبد الكريم أكد سعي الوزارة لإتاحة جميع الوسائل والإمكانات، لإيجاد العناية والدعم لجميع الشباب المبتكرين من خلال هذا المعرض الذي يعكس متطلبات العصر الحديث، وتحديات تأمين متطلبات المجتمع المتزايدة، من المواد وإيجاد جميع الحلول لسدّ نقص الموارد الذي نعانيه في خضّم الحصار، حيث يعرض حلولاً جديدة ومبتكرة، كما يساهم في تطوير الصناعات والتقانات.

وشدد الوزير على أهمية المعرض في تحدي الواقع الذي نعانيه بسبب العقوبات الأحادية الغربية التي أثرت على جميع مناحي الحياة، وأدت إلى عرقلة تطوير التكنولوجيا، والابتكار، وتركت أثراً سلبياً مباشراً على قدرات الابتكار، منوهاً بأهمية تضافر الجهود والتعاون لتوفير بيئة بحثية متكاملة من جميع النواحي المالية والتقنية والتدريبية، من الحكومة والقطاعات الاجتماعية والفعاليات، بشكل يحقق الجدوى والريعية من هذه الاكتشافات، بعد رعايتها من الحاضنات، بما يعزز عمليات الاستثمار في المجالات البحثية عموماً.

ولفت الوزير إلى أن المعرض من أهم الفعاليات التي تجمع المبدعين والمخترعين في بلادنا مع المستثمرين ومختلف حاضنات الأعمال، والجهات الراعية لريادة الأعمال، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية، بالاعتماد على البحث والتعاون والتشاركية، لتطبيق تلك الأفكار والتجارب بما يحقق نتائج إيجابية للمجتمع.

بدوره طارق السلام مدير معرض الباسل بين أن المعرض تضمّن عدة محاور، محور الصناعة ومحور الطاقات البديلة ومحور الزراعة ومحور الاكتشافات البيئية ومحور التكنولوجيا ومحور الطب، إضافةً إلى حاضنات الأعمال، التي شاركت في المعرض وستشارك في دعم الباحثين والمشاركين وتحويل مشاريعهم إلى منتجات للاستفادة منها وتوظيفها.

من جانبها المهندسة نسرين عقل رئيسة دائرة براءات الاختراع في وزارة التجارة الداخلية، أكدت أن المشاركات كانت مميزة كماً ونوعاً في هذه الدورة من المعرض، وتمت دراسة وتقييم الطلبات التسجيل من قبل لجنة مختصة علمية، بإشراف الهيئة العليا للبحث العلمي، آملة تحقيق المزيد من المشاركات وإحراز تقدّم في جميع مجالات الاكتشافات في العام القادم.

بدوره، الدكتور مجدي الجمالي رئيس الهيئة العليا للبحث العلمي، شرح آلية عمل اللجنة لاختيار المشاركين والفائزين، إذ تعقد اللجنة عدّة اجتماعات لإقرار آلية التقييم الخاصة، وإقرار استمارات التقييم وفق معايير محددة، ومن ثم تبدأ عملية تقييم شاملة للمشاركات وفق المحاور، حيث يوجد في كل محور عدد من الاختصاصيين من أعضاء اللجنة، ويتم ترتيب المشاريع وفق متوسط العلامات التي حصلت عليها، وفي الاجتماع الأخير للجنة تصدر قائمة سرية وترسل إلى وزارة التجارة الداخلية للتواصل مع الفائزين.

“البعث” استطلعت آراء بعض الباحثين المشاركين للوقوف على تجاربهم الخاصة وآرائهم ومطالبهم إبان هذا المعرض، حيث أكد لنا المشارك حسام عيسى لطوف، طالب دكتوراه في الهندسة الميكانيكية، بجامعة حلب، أنه تقدّم باختراع متعلق بالآلات الزراعية، يتضمن إمكانية تطبيق القطاف الآلي للقطن عبر تصميم وحدة قطاف آلية لها عقل إلكتروني، وإلحاقها بوحدتي النقل والتخزين، مستخدماً عدداً من البرامج التصميمية الهندسية، وتم التصنيع ضمن ورشات في حي العرقوب بحلب، وبعد التصنيع تم تعديل سرعة النموذج واختباره ليؤدي وظيفته بالشكل الأمثل،

ولفت الباحث لطوف إلى أن وحدة القطاف ستخفض الجهد والزمن والتكاليف، بنسب جيدة وتزيد من أرباح الفلاح، وسهولة استخدام الآلة بالمقارنة مع نظيراتها المستوردة وخاصة لجهة صغر حجمها، ناهيك عن تكلفة الأخيرة التي تقدّر ب 12 ضعفاً عن التي اكتشفها، وأوضح لطوف أن المشاركة في المعرض كانت فرصة جيدة لعرض اكتشافه، مطالباً بتسجيل آلته ومنحها براءة اختراع.

أحد العارضين بين أنه شارك بمنتج مستحضر من الوردة الشامية مع قشور الفستق الحلبي حاصل على براءة اختراع وتم اعتماده من إحدى شركات تصنيع الأدوية في محافظة حمص يستخدم كمعجون أسنان ومضامض فموية طبيعية.

بدوره بين المشارك الجريح عيسى رفعت سلطاني، مدرّس تاريخ، أنه ونتيجة تدهور النظام البيئي واستخدام الزراعات التكثيفية وزيادة التلوث قرر المساعدة في هذا الصدد بتحسين بيئتنا من خلال اعتماد مواد طبيعية وحيوية، مثل دودة الأرض وتربيتها، نظراً لدورها الهام في تهوية التربية بعد تربيتها ضمن بيئة مناسبة، للاستفادة من نواتجها الحيوية، ونشرها في التربة بكثافة للحصول على كميات كبيرة من السماد الذي يحوي على جميع العناصر المفيدة للتربة والناجمة عن مخلفات طبيعية نباتية وعضوية، وهو السماد الأندر في العالم، عبر تغذيتها بطبقة متخمرة من أوراق الأشجار لتغذية الديدان عليها، وبنفس الوقت تشكل هذه الأغذية سماداً للتربية، خالٍ من الملوثات النافعة غير الضارة، للحصول على غذاء للدواجن والأسماك كونه غني بالبروتين ومستحضرات لعلاج البشرية، ومستحضرات طبية أخرى بعد الغسيل والتجفيف الحراري للحصول على مسحوق.

وأشار سلطاني إلى وجود سلبية تجاه مشروعات المخترعين مطالباً الجهات المعنية بمد يد العون ودعم هذه الاكتشافات والمشاريع والاستفادة منها لتلبي حاجات السوق والمواطن، ولا سيما في ظلّ ظروف تداعيات الحرب والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري.

وفي اختتام فعاليات المعرض تم تكريم المبدعين وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الإبداعي المميز بجوائز نقدية وشهادات وأوسمة تقديراً لما بذلوه من جهود وأبحاث.