عار الإنسانية…!
وائل علي
عار على جبين الإنسانية تجويع إنسان فكيف بتجويع شعب ومحاصرته بلقمة أكله وعيشه!؟
سؤال يلطخ جبين المجتمع الدولي المتحضر وما يسمى بمنظمات الإغاثة الدولية، ويعريها على حقيقتها وغاياتها الدنيئة، ويكشف المآرب الخبيثة التي تختبئ خلف أنيابها المبتسمة!؟
لكن إذا كنا والحال هذه، وأنه لن يحك جلدك إلا ظفرك، فما الذي يعيقنا من إطالة أظافرنا لأنه لا مفر من حصار حصارنا لنحيا بكرامة.. لكن كيف؟
صحيح أننا بالكاد نخرج من حربنا الضروس لكن الصحيح أيضا أنه لا يجوز أن نسمح لأوجاعنا أن تلتهمنا ولحصارهم أن يبتلعنا، ونحن من يرفع راية النصر بعد أن أطحنا بالإرهاب أرضا بكفاح ودماء شبابنا الذكية وصبر شعب “أيوب”، فكيف نسمح لحفنة من تجار المال وسماسرة الصفقات المشبوهة والملتبسة أن يمروا ويسرقوا انتصارنا ويجعلونا وليمة لأطباقهم العفنة!؟
فهذا الشعب مااعتاد يوما عبر تاريخه الكفاحي الطويل أن يجوع ويعرى ويحتاج – إذا استثنينا الحقبة العثمانية الاحتلالية “البغيضة” – بعد أن كنا بلد “الفقير” كما يقال والبحبوحة والخير والنماء والعطاء الذي يتسع للكل ويحتضن الجميع!!
إن بلد السوريين الخير بحرا ونهرا وجبلا وسهلا وأودية وبادية وثروات باطنية لا يجوز أن يعرف أهله الفقر والعوز والفاقة، ولأجل ذلك نحن اليوم بأمس الحاجة لإعادة النظر بخططنا وبرامجنا التنفيذية على كل المستويات والمفاصل الإدارية والتفتيشية والرقابية والوزارية والبحث عن شخصيات وازنة بسلوكها وخبراتها وتجاربها وجرأتها وعلومها ومعارفها ومنحها الصلاحيات وتمكينها من أخذ دورها بلا حدود، ليكون الكل سواسية تحت سقف القانون بعد “نتف” الريش عن رؤوس الطواويس ونبش ملفات الفساد والاشتباه ورفع الغطاء والسقوف بلا تحفظ على الملأ، وسنجد حينها أننا أعدنا وضع العربة على سكة الحل وطريق الخلاص الحقيقي لأن دود الخل – كما يقال – الذي ينخر فينا أكثر من الإرهاب وويلاته منا وفينا، وإلا فطريق وجودنا، وحكاية نكون أو لا نكون لا تزال طويلة وبعيدة المدى وصعبة المنال ومفتوحة على كل الاحتمالات والمخاطر كما هو واضح وبين!