في اليوم العالمي للقلب.. كيف هو حال قلوب السوريين؟
دمشق _ لينا عدره
لم تعد الإصابة بأمراض القلب حكراً على كبار السن، بل باتت تشهد ازدياداً ملحوظاً عند فئاتٍ عمرية صغيرة جداً! إلا أن غياب الإحصائيات المتعلقة بهذا الأمر يفرض علينا توخي الدقة عند تناول الموضوع، ليبقى المؤكد والملاحظ هو ارتفاع الإصابات الإكليلية، كالذبحة الصدرية ونقص التروية القلبية بين فئات عمرية لا تتجاوز الـ 30 عاماً، وبشدة أكبر، مسجلةً ارتفاعاً واضحاً بين أعمار الـ 40 والـ 50، وهذا ما لم نكن نلحظه قبل، لاقتصارها في السابق على الفئات العمرية التي تجاوزت الـ 60 والـ 70، وفق ما أكد مدير مستشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق، الدكتور حسام خضر، في حديثٍ لـ “البعث”، بمناسبة اليوم العالمي للقلب، والذي يصادف في 29 أيلول من كل عام.
وأوضح الدكتور خضر: في السابق، نادراً ما كنا نلحظُ احتشاء لمريض تحت سن الـ 50، فيما اليوم لا استغرب الأمر حتى ولو كان المريض تحت سن الثلاثين، في مؤشرٍ ملحوظ على تعدد الإصابات وارتفاع شدتها ونتائجها السيئة، مفضلاً تناول الأمر من منظور إيجابي لجهة إمكانية متابعة تلك الحالات والاستمرار بإجراء العمليات كالقثطرة والشبكات، والتي ما زالت المستشفيات الحكومية تقوم بها على الرغم من النقص ببعض المواد، ورغم تكاليفها الكبيرة التي قد تضطر المريض لتأمينها بنفسه، سواء عن طريق الجمعيات الخيرية، أم على نفقته الخاصة في حال كان يملك القدرة المادية، مُرجِعاً سبب ارتفاع التكاليف لارتفاع تكاليف الطب الحديث، والتي باتت مكلفة جداً.
وعن الأسباب الرئيسية للآفات القلبية، يؤكد د. خضر بأن الضغط النفسي وارتفاع الشدة النفسية وما يتسب به ذلك من ارتفاع للهرمونات (كالإدرينالين) التي تؤثر بشكلٍ مباشر على صحة القلب وسلامته، إضافة إلى التدخين، يأتيان في مقدمة الأسباب، خاصةً مع انتشار النرجيلة والسيجارة الإلكترونية التي بتنا نلحظها بشكلٍ مرعب بين كل الفئات، ذكوراً وإناثاً، وبشكلٍ أخص بين الفئات العمرية الصغيرة جداً، تزامناً مع غياب التثقيف والتوعية، لا سيما في وسائل الإعلام؛ أضف إلى ذلك، أسباباً إضافية مهمة أخرى يأتي في مقدمتها مرض السكري وارتفاع الكولسترول والشحوم، ونمط الحياة الخامل والموبايلات وطبيعة الطعام والهرمونات التي تضاف للمزروعات واللحوم، وقلة ممارسة الرياضة والسهر.
مدير مستشفى جراحة القلب الجامعي أكد على ضرورة التزام مرضى القلب بأدويتهم ومراجعة الأطباء والكشف المبكر وضبط السكر وارتفاع التوتر الشرياني وممارسة الرياضة التي لا تقف أهميتها وفائدتها على تحسين الأوعية الدموية والقلب، بل لإسهامها بتفريغ الشحنات، الأمر الذي نلحظه بشكلٍ واضح عند الرياضيين، إضافةً إلى ضرورة إيقاف التدخين.. كلها أمورٌ تطبيقها سيؤدي حتماً إلى تجنب تدهور صحة المريض، أو أقله المحافظة على وضع مستقر وسليم لصحة قلوبنا.
هذا ويحتفل العالم في مثل هذا اليوم من كل عام باليوم العالمي للقلب، في إشارةٍ وتذكيرٍ واضح من الجهات العالمية الطبية بضرورة الحفاظ والالتزام بالتعليمات الطبية لسلامة قلوبنا.