وزيرة الثقافة تحاور النخب الثقافية في حلب حول الهوية الوطنية وتعزيزها
حلب- معن الغادري
استهلت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح زيارتها إلى حلب بإطلاق حوار مفتوح مع عدد من النخب الثقافية والفكرية في المحافظة بعنوان “الهوية الوطنية – محدداتها ومهدداتها وسبل تعزيزها”.
وتناول الحوار الذي اتسم بالشفافية والوضوح والجرأة في الطروح والنقاشات، لمجمل القضايا الثقافية والفكرية والأسرية والتربوية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومقومات ومكونات ومرتكزات الهوية الوطنية وسبل تعزيزها.
وخلص الحوار إلى صياغة العديد من الأفكار التي أكدت أن الهوية الوطنية هي انتماء وشعور ومسؤولية وارتباط لا ينفصل تحت أي ظرف، وعطاء وبذل لا حدود له للحفاظ على الوطن ومقدراته وحمايته وصونه، وأن المُواطنة هي ممارسة صالحة قاعدتها الأساسية، أن تدرك وتعرف ما يجب عليك فعله تجاه وطنك من واجبات لتعزير الشعور بالانتماء.
وتبادل المتحاورن الكثير من الأفكار الهادفة التي صبّت بمجملها في تصحيح الكثير من المفاهيم والمصطلحات، والتي حاول أعداء الوطن اللعب على وترها لإضعاف الشعور الوطني والانتماء الذي يجمع الجميع دون استثناء.
وفي ختام الحوار أكدت الدكتورة مشوّح أن الوزارة تعمل منذ فترة على إعداد مشروع لتحديد معالم الهوية الوطنية ومكوناتها ومهدداتها وسبل تعزيزها، منوهة بأنه مشروع وطني بإمتياز، وسيكون شريكاً ضمن برنامجه التنفيذي مع كل الوزارات والجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بالثقافة والمواطنة وتهيئة البيئة المناسبة لتعزيز الشعور بالانتماء.
وأشارت الوزيرة مشوح إلى أنه “تمت إقامة ورشة عمل لمدة يومين في دمشق شارك فيها عدد من النخب الثقافية والفكرية وخرجنا بوثيقة عمل.. عرضنا جزءاً منها على النخبة من مثقفي ومفكري حلب وتداولنا في العديد من النقاط وجاء الحوار غنياً ومفيداً، وسنتابع هذه الجلسات الحوارية تباعاً في كل المحافظات، وغداً سنلتقي بمثقفي ومفكري محافظات حماة وادلب والرقة لاستكمال هذا الحوار الوطني، وشرح أهداف هذا المشروع”، متمنيةً أن يرى هذا البرنامج النور قريباً؛ لأهميته في تعزيز الهوية الوطنية كونها تشكل الأساس في تعزيز الهوية العربية والانتماء والمواطنة والعلاقة التبادلية بين الوطن والمواطن وبين الواجبات والحقوق.
بدوره المفكر والباحث والأديب محمد قجة بين أن هذا الحوار على قدر كبير من الأهمية لتعزيز الهوية الوطنية ومكوناتها الجغرافية التاريخية والثقافية والمجتمعية والإقتصادية، وتحديد الحقوق والواجبات المتبادلة، مشيراً إلى أن النقاشات كانت عميقة وشفافة لتطوير هذه المفاهيم، بما يعزز الهوية والمواطنة في إطارات ومسارات واضحة جامعة لكل أبناء الوطن.
وقال القس إبراهيم نصير: إن ما ميّز هذت الحوار هو الصراحة المطلقة والانفتاح الكامل، والقدرة على الاستماع الى الآخر مهما تباينت واختلفت الآراء، ما يزيدنا قدرة ومعرفة على قراءة ومعرفة مفردات ما هو قادم، وصولاً إلى بناء مستقبل أفضل لسورية أكثر استقراراً ونماءً، لافتاً إلى أنه ينبغي أن تتواصل هذه الجلسات الحوارية لملامسة كل جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لنكون أكثر إنتاجاً ولنصنع جمعياً الفارق المطلوب ضمن مشروع بناء سورية المتجدّدة، وبالتالي علينا أن نترجم هذا التوافق في الكلمة والرأي إلى عمل وجهد وعطاء لا حدود له للنهوض بالوطن.
من جانبه الدكتور حليم أسمر، كلية التربية بجامعة حلب، أشار إلى أن أهمية هذا الحوار تكمن في جديته ونقاشاته لكل القضايا المرتبطة بالهوية الوطنية، مبيناً أن الهوية الوطنية لا يجب أن تكون جامدة بل ديناميكية ومنفتحة؛ تستشرف مستقبل الوطن إنطلاقاً من الحاضر، منوهاً بخطورة هجرة العقول نتيجة الظروف التي مرّت بها البلاد، وداعياً إلى وقف هذا النزيف، والعمل على توظيف هذه الكفاءات والخبرات الوطنية واستثمارها في خدمة مشروع النهوض الوطني الشامل وإعادة إعمار الوطن.
تصوير – عماد مصطفى