مئات المستوطنين يقتحمون “الأقصى” والاحتلال يعتدي على الفلسطينيين المرابطين فيه
الأرض المحتلة – وكالات
اقتحم مئات المستوطنين فجر الأحد المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين فيه، ومنعت دخول عدد من الفلسطينيين، وأعاقت وصول آخرين إليه.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن حوالي 880 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية فيه تحت حراسةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال التي اعتدت على المرابطين فيه، وأبعدتهم من أمام باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، فيما عزّزت وجودها العسكري داخله وعند أبوابه.
ونشرت قوات الاحتلال حواجزها وعزّزت انتشارها العسكري داخل البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، تمهيداً لتأمين اقتحامات المستوطنين، ومنعت دخول عددٍ من الفلسطينيين للأقصى وأعاقت وصول آخرين إليه وفتشتهم.
من جانبه، حذّر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح من استمرار الصمت الدولي على الاقتحامات اليومية للمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن هذه المخططات التهويدية الخطيرة تحيط بالأقصى من جميع الجهات، وستفشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، أن الاعتداءات الوحشية المتواصلة على الأقصى تأتي تعبيراً عن سياسة الاحتلال بتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه، والمضي في مخططها عبر تهويد مدينة القدس بالكامل واستهدافها المقدسات المسيحية والإسلامية، وإنهاء الوجود العربي الفلسطيني فيها للإجهاز على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتي أقرتها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدّدت الخارجية، على أن جرائم الاحتلال بحق الأقصى انتهاك صارخ للقانون الدولي، لافتةً إلى أن ازدواجية المعايير الدولية وغياب الإرادة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة باتا يشكلان غطاءً وحمايةً لانتهاكات الاحتلال الصارخة للقانون الدولي، ما يشجعه على التمادي فيها.
في الأثناء، اقتحم مستوطنون اسرائيليون فجر الأحد قرية جلبون شمال شرق جنين، ومنطقة برك سليمان، وعدّة مناطق قريبةٍ منها وقرية أرطاس جنوب بيت لحم، مردّدين هتافاتٍ عنصريةٍ، وقاموا بجولاتٍ استفزازيةٍ فيها، وذلك تحت حراسةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال.
في سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس وسط إطلاق وابلٍ من الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما داهمت بلدة العوجا شمال أريحا واعتقلت شاباً، فيما اعتقلت اثنين آخرين خلال مرورهما على حواجزها العسكرية غرب نابلس، وعند مدخل مدينة الخليل الجنوبي.
كذلك نصبت قوات الاحتلال عدّة حواجز عسكرية عند مداخل بلدات مدينة الخليل ومخيماتها، ما أدى إلى عرقلة حركة مرور الفلسطينيين.
وفي قطاع غزة المحاصر، فتحت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها باتجاه مراكب الصيادين، قبالة ساحل رفح جنوب القطاع، ما أدّى إلى إصابة صياد برصاصة في يده.
إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية، شمال مدينة نابلس.
وأوضح رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وأغلقت المنطقة الأثرية، ومنعت الدخول إليها والخروج منها، فيما داهمت عدة منازل محيطة بالمنطقة، وخربت محلات وممتلكات الفلسطينيين فيها.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية للبلدة القديمة، وحولت عدّة منازل لثكنات عسكرية، ونشرت قناصتها على أسطح المباني، وأعاقت حركة مرور الفلسطينيين، وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين، فيما عزّزت انتشارها العسكري وحواجزها على الطريق الرابط بين مدينتي جنين ونابلس وعلى الطرق الفرعية.
وتتعرّض بلدة سبسطية لاقتحامات متكرّرة من قوات الاحتلال ومستوطنيه، وخاصةً المنطقة الأثرية في محاولةٍ لتهجير الفلسطينيين وتهويدها، وسط مخاوف من تنفيذ مخططات للاستيلاء على المنطقة، الأمر الذي يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية.