أخبارصحيفة البعث

الغرب يدفع روسيا نحو حرب عالمية ثالثة

تقرير إخباري:

يبدو أن الصراع بين حلف شمال الأطلسي “ناتو” وروسيا بلغ مرحلة متطوّرة فعلاً، حيث انتقل من التصعيد “غير المباشر” معها عبر دعم النظام الأوكراني بالمال والسلاح، إلى الإيحاء بإمكانية الانخراط المباشر في الحرب إلى جانب هذا النظام.

فقد حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف من أن روسيا ستعدّ المدرّبين البريطانيين والمصانع الألمانية أهدافاً مشروعة لها إن استمرّت برلين ولندن بتأجيج النزاع في أوكرانيا.

وفي تعليقه على دعوة رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني ماري أغنيس شتراك زيمرمان حول تزويد كييف بصواريخ “Тaurus” المجنّحة لقصف روسيا، كتب مدفيديف: “يقولون إن هذا يتفق مع القانون الدولي. حسناً، في هذه الحالة ستكون الهجمات على المصانع الألمانية التي تُصنع فيها هذه الصواريخ متوافقة تماماً مع القانون الدولي أيضاً”.

وعن اقتراح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس نقل تدريب العسكريين الأوكرانيين إلى الأراضي الأوكرانية، أضاف مدفيديف: “يعني ذلك جعل مدربيهم هدفاً مشروعاً لقواتنا، مع فهم أنه سيتم القضاء عليهم دون أيّ رحمة، وليس كمرتزقة بل بصفتهم خبراء بريطانيين تابعين لحلف الناتو”، وخاصة أن القوات الروسية استهدفت العام الماضي قاعدة تضمّ مقاتلين أجانب بهجمة صاروخية كبيرة، من بينهم بريطانيون وفرنسيون وأمريكيون.

وتصريح وزير الدفاع البريطاني لصحيفة “تلغراف”، بأن بلاده تبحث “الدور الذي يمكن أن يلعبه أسطولها في حماية السفن التجارية من التدابير الروسية في البحر الأسود”، يشير إلى أن بريطانيا العضو في الحلف الأطلسي من جهة، والمنفّذ الأمين للأوامر الأمريكية من جهة ثانية، قد شرعت فعلاً باستفزاز روسيا بشكل علني ومباشر، الأمر الذي يؤكّد أن هناك شيئاً ما يحدث في الظل ربّما لا تستطيع قراءته سوى دوائر الاستخبارات في البلدان الكبرى المنخرطة في الصراع، وعلى رأسها روسيا التي تمتلك من المعلومات الاستخبارية ما يؤهّلها للإحاطة بالمشهد عموماً.

فـ”شابس” المعيّن بدلاً من “بن والاس” المستقيل الذي أعاق شراء صفقة مروحيات من واشنطن على خلفية رفضها دعم ترشيحه لمنصب أمين عام الحلف الأطلسي، طار إلى كييف للعب دور أكثر نشاطاً “لمساعدة أوكرانيا في وجه التدابير الروسية في البحر الأسود”، ونقل المدرّبين البريطانيين إلى أراضي أوكرانيا، وهو يدرك جيّداً معنى تورّط لندن العسكري المباشر ​​في الصراع، وبالتالي فإن هناك شيئاً ما أو حدثاً ما دفع بريطانيا إلى الإعلان المباشر عن انخراطها في الصراع الأوكراني، فما هو هذا الشيء؟.

والأمر نفسه بالنسبة إلى ألمانيا التي تصرّ هي الأخرى بالإضافة إلى فرنسا على استفزاز موسكو إلى أبعد الحدود، وذلك مع وجود ضغوط متزايدة على تركيا من الغرب بسبب موقف أنقرة المتمثل في عدم السماح للسفن الحربية الأجنبية بدخول البحر الأسود عبر البوسفور.

كل ذلك بالتوازي مع ما جاء في تصريح القائد السابق لقوات “الناتو” في أوروبا، الأدميرال البحري الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس، من أن سفن الولايات المتحدة ودول “الناتو” يمكنها مرافقة سفن الحبوب في البحر الأسود، وفي حالة التهديد، فتح النار على سفن البحرية الروسية، يبعث رسالة واضحة إلى روسيا بأن الناتو يخوض الآن معركة وجود، حيث اضطرّ لاستبدال الوكلاء في هذا الصراع مثل بولندا بالأصلاء، فهل يقرأ الغربيون تحذير مدفيديف جيّداً أم يصرّون على السير باتجاه الخراب، ويصحّ فيهم وصفه لهم بالبلهاء الذين “يدفعوننا بقوة نحو حرب عالمية ثالثة”.

طلال ياسر الزعبي