الاحتلال يؤمّن اقتحامات آلاف المستوطنين للأقصى في القدس و”الإبراهيمي” في الخليل
الأرض المحتلة – ويلينغتون – تقارير
اقتحم أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي الاثنين، المسجد الأقصى في القدس المحتلة بحمايةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال، والتي أغلقت أيضاً جميع الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين الفلسطينيين، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 1165 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، وأن قوات الاحتلال التي كثفت وجودها في ساحات المسجد ومحيطه، واقتحمت المصلى القبلي، واعتدت على المرابطين في الأقصى ومنعتهم من الدخول إلى المصلى، وأجبرتهم على إخلاء الساحات، كما اعتدت على الفلسطينيين في محيط المسجد واعتقلت ثلاثة منهم.
وفرضت قوات الاحتلال قيوداً مشدّدة على دخول المصلين إلى الأقصى وعلى حركة الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس، والتي اقتحم المستوطنون أزقتها ونفذوا جولاتٍ استفزازيةٍ فيها وعند أبواب الأقصى، وخاصةً عند بابي السلسلة والقطانين.
ورداً على ذلك، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المسجد الأقصى محاولة فرض وقائع جديدة من شأنها إدخال تغييرات حاسمة على واقعه التاريخي والقانوني وتهويده، لافتةً إلى أن صمت المجتمع الدولي يوفر غطاءً للاحتلال لمواصلة جرائمه.
بدوره، شدّد المجلس الوطني الفلسطيني على أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين، مشيراً إلى أن اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه للأقصى جريمة وحشية ومحاولة لفرض أمر واقع لن يسلّم به الفلسطينيون.
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات الاحتلال، جميع الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين الفلسطينيين، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وأطلقت وسط الخليل قنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما اعتدت بالضرب على فتاة ما أدى إلى إصابتها برضوض وجروح، وأغلقت الطريق المؤدي إلى سوق الخليل المركزي لتأمين اقتحامات عشرات المستوطنين.
وأشار مدير عام أوقاف الخليل نضال الجعبري، إلى أن الاحتلال سيغلق الحرم حتى الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، مطالباً المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المعنية، بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
وفي الخليل أيضاً، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مقبرة مخيم العروب شمال مدينة الخليل الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، كما اعتقلت شاباً.
في الأثناء، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص باتجاه الفلسطينيين على أطراف مخيم عقبة جبر، جنوب مدينة أريحا، ما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح.، كما اقتحمت قرية جلبون، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه طلاب مدرسة القرية الثانوية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وفي سياقٍ متصل، شدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على مداخل مدينة نابلس وفي محيطها، وأغلقت الطرقات الواصلة بين المدينة وبلدة عصيرة الشمالية وبين بلدتي أجنسنيا وزواتا شمال المدينة، بينما أغلقت مداخل قرية برقة شمال غرب نابلس، كما أغلقت ثلاثة مداخل لبلدة سبسطية شمال غرب نابلس بالسواتر الترابية لتأمين اقتحامات المستوطنين،واقتحمت أيضاً عدّة أحياء في جنين ونابلس وبلدات العيسوية في القدس وترمسعيا ومخيم الجلزون في رام الله، واعتقلت أربعة عشر فلسطينياً.
إلى ذلك شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة ببلدة دورا جنوب مدينة الخليل، دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى وفي مقدمتهم الأسير كايد الفسفوس والأسير المريض محمود أبو ذريع.
من جانبها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تدهور الوضع الصحي للأسرى: منذر ذيب 23 عاماً، الذي يعاني من ألم في الجهة اليمنى من الظهر والبطن، وثائر حسنية 48 عاماً المصاب بتسوس الأسنان والتهابات في اللثة والأذن الوسطى، وإبراهيم عباس 23 عاماً الذي يعاني من إغماءات متكرّرة وأوجاع حادة في الرأس، ومحمد هنية 21 عاماً المصاب بمرض السكر، ويعاني من مشاكل في الغدة الدرقية وضعف في نبضات القلب، مطالبةً المؤسسات الدولية بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الأسرى ووقف انتهاكات الاحتلال بحقهم.
دولياً، رحبت منظمة “العدالة من أجل فلسطين” بإعلان حزب العمال النيوزيلندي بأنه سيقدم، في حال انتخابه، اعترافاً دبلوماسياً بدولة فلسطين من خلال دعوة رئيس الوفد العام لفلسطين لتقديم أوراق اعتماده كسفير لدى نيوزيلندا.
وستنضم نيوزيلندا في حال اتخاذ هذا القرار إلى غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (139 من أصل 193 دولة تعترف بالفعل بفلسطين كدولة).
وانضم حزب العمال إلى الرأي العالمي الذي يرى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو شرط أساسي للتوصل إلى حل عادل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك “حل الدولتين” الذي دعمته نيوزيلندا منذ فترة طويلة.