في معرض “الباسل للإبداع”.. وعود بدعم وتنفيذ المشاريع المتوسطة والصغيرة ومشاركات يمكن أن تبصر النور
دمشق- زينب محسن سلوم
في جميع المناسبات والمحافل العلمية والبحثية التي اعتدنا على إقامتها، وخاصةً في معرض الباسل للإبداع والاختراع في دورته الـ”21″ تحضرنا التساؤلات حول الخطوات الجديدة التي تنتهجها الجهات الراعية العامة والخاصة لدعم البحث والاكتشاف، وتشجيع قطاع البحث العلمي بمجمل محاوره، وإن كنّا سنصنع مخترعين وباحثين يتمكّنون من الوصول إلى المنابر العالمية للاختراع والابتكار يحتلون المراكز الأولى في التصنيفات العالمية من جامعاتنا وحاضناتنا الوطنية، وماهي الخطط والحلول الموضوعة لدعم المخترعين؟.
محسن عبد الكريم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في تصريح خاص لـ”البعث” أكد أن الوزارة تعمل على إيجاد حالة من التلاقي بين الحاضنات الاستثمارية ومختلف الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والأهلية التي تُعنى برعاية المشاريع الصغيرة والاكتشافات البحثية من جهة، وبين أصحاب تلك المشاريع من جهةٍ أخرى، مؤكداً سعيهم الحثيث لتقديم كلّ خطوات الدعم التي ستحقق تحويل تلك المشاريع إلى شيء مفيد لتطبيقها ضمن منشآت قادرة على تقديم سبل الرعاية لها.
بدوره وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار بيّن أنه من خلال سبر المشاريع المقدّمة في معرض الباسل لمسنا العديد من المستجدات والمشاركات المستحدثة، مؤكداً إمكانية أن تبصر في معظمها النور من خلال رفدها بالدعم المطلوب. وأشار جوخدار إلى أن معظم دول العالم تقدّم كلّ الدعم للبحث العلمي وكل ما يتعلق بالإبداع والاختراع، إضافةً إلى كلّ مستلزمات إنجاح هذه المشاريع، لافتاً إلى أن وزارة الصناعة تولي أهمية كبيرة لهذه المشاريع، وستقوم أيضاً بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي بالحصول على جميع وثائق المشاريع المشاركة في المعرض ودراستها لجهة إمكانية تطبيقها وفقاً للأولويات والإمكانيات المتاحة، أو مساعدة أصحاب تلك المشاريع على افتتاح شركات متوسطة أو مشاريع صغيرة لاستثمار اكتشافاتهم، بما يعود بالفائدة عليهم وعلى المجتمع ككل في ظل الحصار الذي يعانيه وأزمات نقص المواد.
من جهته أكد طارق السلام، مدير معرض الباسل للإبداع والاختراع، أن المعرض كان في دورته الحالية تخصصياً، واقتصر المشاركون فيه على من حققوا علامات عالية خلال تقييمهم من لجنة المعرض، لافتاً إلى أنه سيجري العمل على توسيع عدد المشاركين وتوسيع مجالات ومحاور المعرض في دورته القادمة لتحقيق شمولية أكبر، كما أكد أهمية المعرض في احتضان جميع الإبداعات المميزة لإشهارها وجذب رؤوس الأموال لاستثمارها، وتحقيق أعلى فائدة منها.
من جانبه، الدكتور محمد إبراهيم وردة، رئيس جمعية المخترعين السوريين، أشاد بالتنوع الحقيقي والكبير للمشاريع المعروضة ضمن معرض الباسل في دورته الأخيرة، وتميّز المشاركات من حيث قيمها العلمية، وأكد أن أي مشروع يتقدّم للحصول على براءة اختراع يعتبر اختراعاً عالمياً لأنه لا يتمّ منحه براءة اختراع إلا بعد التأكد عبر الإنترنت من عدم وجود اكتشاف أو مشروع مماثل له على مستوى العالم.
إلى ذلك استطلعت الـ”البعث” المراتب الأولى المكرّمة في عدد من المحاور خلال المعرض للوقوف على قيمها وإمكانية سدّ الاحتياجات المحلية عبر تنفيذها، وفي هذا السياق أشار المشارك علاء نصار إلى أنه حصل على المرتبة الأولى في معرض الباسل عن قطاع الطاقات البديلة، حيث شارك باختراع عبارة عن بساط يحوي دارات وقطع إلكترونية تولّد الطاقة الكهربائية، مؤكداً أنه يعمل جاهداً على تقديم اكتشافات تمكن من تقليل احتياجاتنا إلى عدد وأدوات الطاقات البديلة كونها مستوردة ومرتفعة الثمن، متمنياً تقديم كل الدعم لمشروعه بغية تنفيذه.
وبيّن الدكتور إبراهيم الغريبي، كلية العلوم، جامعة دمشق، وفاتن حسن، طالبة ماجستير في قسم الفيزياء، جامعة دمشق أنهما قدّما اختراعاً عبارة عن فلتر ماء، معبأ بمواد “نانوية” لزيادة كفاءة ترشيح وتنقية المياه ورفع “قلويتها” بشكل كامل، لافتين إلى أن جميع المواد المصنّعة في المشروع محلية ومن خامات محلية وتحقق مساهمة فعالة في برنامج إحلال المستوردات لجهة فلاتر المياه. وأشارا إلى أن هذا الاختراع ليس له مثيل ضمن التركيب والمواد على مستوى العالم ويصنّع للمرة الأولى في سورية، ما يشكّل نقلة نوعية في الاكتشافات الوطنية على مستوى العالم، ويساهم في رفع تصنيف الجامعات السورية عالمياً.
من ناحيتها، تقدّمت المهندسة سلافة الدرويش، من مديرية زراعة طرطوس بمشروع ضمن محور البيئة حاز على الجائزة الثالثة، ويتضمن عدّة مجالات مبنية على استخلاص سوائل ومواد من سماد الدود لتحسين ميزات التربة والمكافحة الحيوية وزيادة خصائص وعناصر التربة والقضاء على الجوائح والفطور المرضية في التربة والنباتات، ما يساهم في تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية والصناعية الضارة بصحة الإنسان والحيوان والكائنات المفيدة، إضافة إلى تقليل التكاليف على الفلاح بشكل كبير في خضم أزمات غلاء الأسمدة وعدم توفرها، فضلاً عن تعقيم الديدان واستخلاص المواد الطبية البشرية لاستخدامها في صناعة الأدوية وكريمات معالجة البشرة، ما يساهم في استخدام مستحضرات طبيعية دون أضرار جانبية لها وبتكاليف أقل، إلا أن استخدامها يحتاج للترويج لها لعدم وجود قناعة اجتماعية وشعبية في استخدامها في البلاد، كما يمكن استخلاص علائق مركزة من تلك الديدان لتغذية الأسماك في أحواض التربية وزيادة نموها بشكل كبير وبتكاليف قليلة.