القدس عاصمة فلسطين الأبدية .. المستوطنون يواصلون اقتحام “الأقصى” و”الإبراهيمي”
الأرض المحتلة – وكالات
اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعاتٍ متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته وقبالة قبة الصخرة، بحراسةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال التي كثفت وجودها في المسجد، وأجبرت المرابطين والمصلين الفلسطينيين على إخلاء ساحاته، كما شدّدت إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من القدس، ومنعت الفلسطينيين من الوصول للمسجد، واعتدت على الصحفيين أثناء تغطيتهم لاقتحامات المستوطنين، وأبعدتهم عن محيط الأقصى.
كذلك تجولت مجموعات كبيرة من المستوطنين في أزقّة البلدة القديمة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية عند أبواب الأقصى وخاصة عند بابي السلسلة والقطانين.
وفي مدينة الخليل، اقتحم عشرات المستوطنين الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في المدينة بحماية قوات الاحتلال، ونظموا جولاتٍ استفزازية انطلقت من محيط الحرم وصولاً إلى مدرسة أسامة بن المنقذ التي استولى عليها الاحتلال عام 1980 وحولها إلى بؤرة استيطانية.
جاء ذلك في وقتٍ اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة في حي تل الرميدة الأطفال أثناء عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم في الحي.
وكثّفت قوات الاحتلال تواجدها، وأقامت عدّة حواجز بمنطقة جبل الرحمة وتل الرميدة وشارع الشهداء وحي السهلة وفي محيط الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة وأغلقت عدداً من الطرق المؤدية إليها، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين.
وردّاً على اقتحامات المستوطنين، أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن مدينة القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن جميع محاولات الاحتلال لتهويدها وتغيير تاريخها وهويتها ستفشل، وحذّر المتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة، من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال للمدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى سيؤدي إلى تداعيات خطيرة وتفجير الأوضاع، مطالباً المجتمع الدولي بوقف انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية حرب الاحتلال المفتوحة واعتداءاته الهمجية على الفلسطينيين في بلداتهم وقراهم وتصعيد المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في محاولة لتكريس سيطرة الاحتلال عليهما وتهويدهما.
بدوره، ندّد مجلس الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مشدّداً على رفض إجراءات الاحتلال الهادفة إلى فرض أمر واقع جديد في القدس.
في الأثناء، اقتحم مستوطنو قرية جالود جنوب نابلس، واعتدوا على منازل الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة شابين بجروح والعشرات بحالات اختناق، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس ومخيم الفوار جنوب الخليل، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز السام، ما أسفر عن إصابة العشرات بالاختناق، وأربعة فلسطينيين بجروح، بينهم طفل قامت باعتقاله، كما داهمت قوات الاحتلال حي وادي الجوز في القدس وعدة أحياء في نابلس والبيرة وبلدتي حوسان في بيت لحم وصيدا في طولكرم ومخيمي الجلزون والأمعري في رام الله، واعتقلت ستة فلسطينيين.
دولياً، طالبت مبادرات للمجتمع المدني في التشيك حكومة البلاد بإلغاء اجتماعها المقرّر في التاسع من الشهر الجاري مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة براغ.
وأشارت كل من مبادرات (ليس باسمنا، وحركة التضامن الدولية، وأصدقاء فلسطين، ومن أجل سلام عادل في الشرق الأوسط)، في إعلان مشترك إلى أن برنامج الحكومة التشيكية يؤكد سعي السياسة الخارجية للبلاد إلى العمل في إطار حقوق الإنسان، بينما تعتزم الحكومة تطوير العلاقات مع حكومة الاحتلال الذي تؤكد منظمات دولية أنه نظام فصل عنصري ينتهك حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.
ولفتت المبادرات إلى أن محكمة الجنايات الدولية تلاحق “إسرائيل” في قضية احتلال الأراضي الفلسطينية وارتكاب جرائم حرب، مشدّدةً على أنه بدلاً من استقبال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في براغ يجب أن يوضع على لائحة وزارة الخارجية التشيكية للأشخاص المحظور دخولهم إلى تشيكيا.
وأوضحت المبادرات أنها ستنظم في يوم وصول وفد حكومة الاحتلال مظاهرة في براغ احتجاجاً على الزيارة، ورفضاً لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.