ثلاثة مؤشّرات على هزيمة الغرب في أوكرانيا
تقرير إخباري
لا شكّ أن المراقب للمشهد القائم حالياً فيما يخص الأزمة الأوكرانية، بات يدرك جيداً أن الرأي العام الغربي يميل نحو الإجماع على هزيمة أوكرانيا ومن خلفها الغرب الجماعي في الحرب الدائرة الآن على أراضي أوكرانيا، ولكن هناك خلاف بين هذه الأطراف على كيفية إنهاء هذا الصراع بشكل يحفظ ماء وجه الغرب على الأقل.
فالإصرار على الاستمرار بالدعم العسكري للنظام الأوكراني، إنما هو محاولة لابتزاز روسيا ودفعها إلى التفاوض بشروط الغرب، رغم أن الجميع أدرك أن هذا الدعم لن يغيّر كثيراً في المشهد، بل سيؤدّي فقط إلى إطالة أمد الصراع هناك طمعاً في استنزاف روسيا.
لكن الأغلبية الساحقة من المراقبين الغربيين أدركت أن الاستنزاف نال من موازنات الدول الداعمة لأوكرانيا، ولم يؤثّر سلباً في الاقتصاد الروسي الذي تحفّز كثيراً نتيجة لقدرته على التأقلم مع العقوبات الغربية ووجود مصادر متنوّعة للدخل لا تستطيع العقوبات الغربية التأثير فيها.
ومن المؤشّرات الدالة على قرب هزيمة الغرب في أوكرانيا، ما أكّده المستشار السابق لوزير الدفاع الأمريكي دوغلاس ماكغريغور، من أن روسيا جهّزت مئات التشكيلات العسكرية في شرق أوكرانيا، وتحضّر لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه أنباء سيّئة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي تتابع يومياً موت الجنود الأوكرانيين كالذباب في ساحات المعركة المختلفة.
المؤشّر الثاني الذي بدأ الغرب يتحدّث عنه هو توصّل الكونغرس الأمريكي الأحد الماضي إلى اتفاق حول ميزانية مؤقتة حتى 17 تشرين الثاني المقبل، لا تشمل دعماً مالياً لأوكرانيا، وقد مثّل هذا شرطاً أساسياً لتصويت الجمهوريين على مشروع القرار.
ومن هنا أكّد الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس، أن شروط السلام مع روسيا ستكون أسوأ بكثير بالنسبة لأوكرانيا بعد هزيمة قواتها المحتومة في ساحة المعركة، مشيراً إلى أنه حان الوقت لتوقيع اتفاقية السلام التي طرحتها روسيا منذ البداية، رغم أن هذه الشروط ساءت بالطبع بالنسبة لأوكرانيا بسبب نجاحات روسيا في ساحة المعركة، “لكن يجب علينا إنهاء هذا الصراع عبر المفاوضات” على حدّ قوله.
وأكد عضو مجلس النواب الأمريكي مات غيتز في وقت لاحق، أن أوكرانيا فقدت الدعم من أغلبية الحزب الجمهوري في مجلس النواب.
والمؤشّر الثالث الذي ذكرته وسائل الإعلام الغربية بالإضافة إلى المؤشرين السابقين، هو بروز معارضة واسعة في الجوار الأوكراني للاستمرار بسياسة الدعم، حيث ذكرت شبكة “سي إن إن” أن كييف، تلقّت سلسلة ضربات قوية من الحلفاء الغربيين، من بينها فوز حزب رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو، بالانتخابات البرلمانية في سلوفاكيا، وهو المعروف بموقفه المعارض لدعم أوكرانيا، والمطالب بتحسين العلاقات مع روسيا، بالإضافة إلى تفاقم النزاع حول صادرات الحبوب مع بولندا، وهي واحدة من أقدم وأقوى حلفاء كييف، ونتيجة لهذا النزاع، حذّرت وارسو من أنها قد توقف إمدادات الأسلحة إلى جارتها.
وعلى هذا الأساس، أكّدت الشبكة أن “التغيّرات في المشهد السياسي يمكن أن تكون نذيراً لصعوبات خطيرة تواجه كييف على المدى البعيد”.
إذن، تقييد الدعم الأمريكي للنظام الأوكراني، وفوز حكومات أوروبية معارضة للاستمرار في تسليح أوكرانيا، وبداية نشوء خلافات مع دول الجوار حول تصدير الحبوب الأوكرانية إلى هذه الدول، كلّها مؤشّرات واضحة على بداية انهيار الدعم للنظام في كييف، وبالتالي انهيار هذا النظام وهزيمة الغرب أمام روسيا.
طلال ياسر الزعبي