الهوية الوطنية والانتماء الوطني في ثقافي القامشلي
الحسكة -كارولين خوكز
أقام المركز الثقافي العربي في القامشلي ندوة عن الهوية الوطنية والإنتماء الوطني، و قدم الباحث والاعلامي حنا عيسى في محوره استعراضاً عن قيام سورية تاريخياً، وهجرة العديد من الشعوب والقبائل والأقوام إليها، فكانت الملاذ والموطن للجركس والتركمان والأرمن والأكراد والفلسطينيين والعراقيين، وحتى العشائر التي جاءت من نجد الى وادي الفرات، مشيراً إلى أن الدراسات الأولية تؤكد على وجود آثار بشرية تعود لآلاف السنين حيث ازدهرت هذه البلاد وقامت فيها امبراطوريات عديدة وكانت الحضارة الآرامية التي استمدت منها هوية البلاد الحضارية، ولافتاً العيسى أن سورية كانت حاضرة الدولتين الأموية والعباسية.
وأضح أن الهوية الوطنية هي فعل وقيمة معرفية، أما الإنتماء الوطني فهو الهوية لأن الوعي المجتمعي لاتصنعه الشعوب بل النخب الفكرية والثقافية، مشيراً أن المواطنة هي الوعاء القانوني والدستوري الذي يستوعب كل المبادرات والأراء، مستشهداً بقول السيد الرئيس بشار الأسد في ثقافة المواطنة: ” إن الدولة لاتكون قوية إلا بقوة مواطنيها”.
وبين أن المواطنة هي عقد اجتماعي واع ومسؤول بين الوطن وأبنائه، مشيراً أن أخطر ما يهدد السيادة الوطنية هو أن تستباح من قبل الغرباء الطامعين في خيراتها.
بدوره تحدث الأستاذ خالد المحمد عن دور الثقافة الأساسي في تعريف الهوية الوطنية بأن الهوية الشخصية شعور الشخص أنه لازال ينتمي لبلده، موضحاً أن الهوية الجماعية هي مجموعة النظم والعادات والتقاليد يكتسبها الفرد ممن حوله وهنا يأتي الإلتزام.
وتحدث خالد المحمد عن الهوية الثقافية بأنها مجموعة النظم والعادات والأخلاق، مشيراً أن أكثر الحروب هي ثقافية، وليست اقتصادية وسياسية فقط.
وفي سياق آخر، أكد أن الهوية الثقافية تتبلور بالحفاظ على التراث، وأن المشروع الصهيوني هو أخطر الحروب وخاصة ان الغرب يعمل جاهداً ضدنا بدعم هذا الكيان، لافتاً أنه منذ عام 2004 بدأ البعض ينتبه للمخطط الأمريكي وهو تفتيت الوطن والإنتماء.
أدار الندوة فائزة القادري، مديرة المركز الثقافي العربي بالقامشلي، وحضرها أمين شعبة مدينة القامشلي، وبعص المثقفين في المدينة.