في أقلّ من أسبوعين.. زيلنسكي يقيل رئيسي مجلسَي نواب
تقرير إخباري
يبدو أن لعنة رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي ستظل تلاحق المسؤولين الغربيين حتى بعد هزيمة أوكرانيا نهائياً وزوال النظام الأوكراني، فالرجل الذي زار برلمانَي كندا والولايات المتحدة تمكّن خلال أقل من أسبوعين من الإطاحة برئيسي البرلمانين على خلفيّة استقباله فيهما.
فبعد أن تسبّب زيلنسكي في استقالة رئيس مجلس العموم الكندي /أنتوني روتا/ من منصبه على خلفية تكريمه النازي الأوكراني والمحارب السابق في صفوف القوات الألمانية الخاصة /ياروسلاف هونكا/ في البرلمان الكندي، صوّت أعضاء مجلس النواب الأمريكي أمس الثلاثاء، على عزل رئيس المجلس الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه، في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.
وفور انتهاء التصويت وصدور النتائج، أعلن مجلس النواب شغور منصب رئيس المجلس، كما تم إعلان الجمهوري باتريك ماكهنري رئيساً مؤقتاً لمجلس النواب الأمريكي.
ومن جانبه، قال النائب الجمهوري مات غايتس الذي ترأس مهمّة الإطاحة بمكارثي عقب إعلان النتائج: “انتهك مكارثي الاتفاقات التي عقدها معنا في كانون الثاني الماضي، وتسبّب في شلل مجلس النواب ولم ينظر في مشاريع قوانين المخصّصات المالية”.
وفي وقت سابق أمس، فشل مجلس النواب الأمريكي في تصويت على منع جهود النائب مات غايتس للإطاحة برئيس المجلس كيفن مكارثي.
وأشار النائب الجمهوري غايتس، إلى أن القيادة في عهد مكارثي كانت فوضوية، وأضاف غايتس: إن الشيء الوحيد المشترك بين البيت الأبيض والديمقراطيين في مجلس النواب وتجمّع المحافظين الجمهوريين هو أنهم لا يستطيعون الاعتماد على مكارثي.
وهذه المناورة الإجرائية التي نادراً ما تم اللجوء إليها في تاريخ الولايات المتحدة تأتي في أعقاب إقرار الكونغرس السبت الماضي، ميزانية مؤقتة للإدارة الديمقراطية لمدة 45 يوماً لتجنّب إغلاقها رغم معارضة العديد من البرلمانيين الجمهوريين لهذه الخطوة.
وصوّت أعضاء مجلس النواب الأمريكي، لمصلحة إقالته بنتيجة تأييد 216 من أعضاء الكونغرس مقابل 210، بما في ذلك 6 من زملائه الجمهوريين، الذين لم يعجبهم حقيقة توصل مكارثي إلى تسوية مع الديمقراطيين في لحظة حاسمة بشأن تمرير قانون الميزانية المؤقت الذي لا يتضمّن مساعداتٍ لأوكرانيا.
وفي المقلب الآخر، أصبح غريغ فيرغوس رئيساً لمجلس العموم الكندي، وهو أول شخص أسود يتبوّأ هذا المنصب في تاريخ الاتحادية الكندية.
وانتخب أعضاء المجلس فيرغوس (54 عاماً) رئيساً وفق نظام التصويت التفضيلي. وعقب انتخابه، شدّد فيرغوس على أن أولويته ستكون إرساء الاحترام في مجلس العموم.
وقال: “دوري كرئيس هو أن أؤكّد لكم أن القواعد ستكون متبعة لكي تتمكّنوا من المشاركة في نقاش صادق ومحترم”.
ويخلف فيرغوس روتا الذي اضطرّ للاستقالة بعد تكريمه، في 22 أيلول في مجلس العموم بحضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ياروسلاف هونكا، وهو أحد قدامى المحاربين الأوكرانيين الذي تبيّن لاحقاً أنه قاتل في صفوف وحدة نازية خلال الحرب العالمية الثانية.
واعتذر روتا في وقت سابق عن دعوة النازي الأوكراني، قائلاً إنه اتخذ القرار بدعوة هونكا إلى البرلمان بشكل شخصي، ولم يعرف أحد، بما في ذلك أعضاء الوفد الأوكراني، من الذي سيتم تكريمه.
وحمّل مكتب رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، روتا، مسؤولية دعوة النازي هونكا إلى برلمان البلاد، بينما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن روتا، أصبح كبش فداء النازي الأوكراني العجوز ليقي رئيس الوزراء الكندي قوة الضربة.
وعلّق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بأن الرئيس الأوكراني سيدخل التاريخ بوصفه أول من يتمكّن من الإطاحة برئيسي برلمان دولتين كبيرتين في أمريكا الشمالية في غضون أسبوعين فقط، بمجرد زيارتهما.