قناعات خاطئة ؟!
بشير فرزان
تتوالى المشاهد الحياتية المؤلمة والتي تعود بأسبابهاإلى القناعات الخاطئة التي يهتدي البعض بها دون احتكام للواقع أو للتفكير الموضوعي والمنطقي وطبعا ً من المشاهد المؤلمة بنتائجها وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية ومايتبع ذلك من سلبيات تربوية وتعليمية ذلك المشهد الذي ينبىء بالكثير من التحديات الاسرية والمجتمعية حيث كان يسير أمامهم حاملاً لطفله أبن العامين وخلفه يسير باقي أفراد الأسرة “الأم الحامل وأربعة أولاد في أعمار متقاربة ” ومايزيد من قساوة الصورة حالة البؤس الواضحة على وجوهم وملابسهم التي بالكاد تغطي أجسادهم الغضة وطبعاً هذا المشهد اللافت ليس فريداً بل هو نسخة مكررة لآلاف المشاهد التي تنقل الصور ذاتها عن واقعنا الأسري الذي بات أكثر فقراً وتشتتاً وضياعاً مع قساوة الظروف وصعوبة الواقع المعيشي.
ولاشك أن تفاصيل هذا المشهدلاتخص شريحة معنية من الناس بل يمكن تعميمها على المجتمع بأكمله وتندرج ضمن تصنيف العرف الاجتماعي والتفسير والفهم الخاطىء للحياة بكل وجوهها ونستشهد هنا بأفكار أحد الأصدقاء الذي لم يفاجئنا دفاعه عن نفسه عندما تم انتقاده على استمراره في الإنجاب وخاصة في هذه الظروف الصعبة حيث يثبت بيان الولادة الجديد الذي تقدم بهللحصول على التعويض العائلي أنه أصبح أب لأسرة مكونة من خمسة أطفال بالرغم من أنه لم يمض على زواجه سوى عشرة سنوات والغريب أن يختصر إجابته على أي انتقاد يوجه له وهو المصنف في فئة المثقفين والجامعيين وضمن صفوف الفئة الأولى وظيفياً ..بقناعات إيمانية قائمة على بديهيات غيبية لم يعد لها مكان في حياة الواقع (بيجي ورزقتو معو )وما يثير الأسف أكثر أن شظايا أفكارهالمتمترسةفي خندق البيئة الاجتماعية كانت تتطاير عبر كلماته المتشنجة لتصيب أي حوار في هذه القضية بلعنات الإلغاء والتنكر للحقائق الإيمانية والانغماس في فكر “العصرنة ” الذي تسلل إلى مجتمعنا ليخرب عقول الناس وليبعدهم عن هويتهم الحقيقية.
ورغم حرصنا على عدم التدخل في الحياة الشخصية أو اختراق الكينونة والحصانة الفكرية المجتمعية أو التلاعب بالمعتقدات الشعبيةإلا أن ذلك لن يمنعنا من إعادة الحديث عن أهمية تنظيم الأسرة فصعوبة المرحلة الحالية على الناس وخاصة مع تضاعف أعبائها المعيشية بحكم الواقع المستجديشكل الآن بوابة أمنة للعبور إلى داخل المجتمع وتقليم بعض الأفكار المتدحرجة في زواريب الفهم والتفسير الخاطئ الذي يزيد من فاتورة التكلفة الاقتصادية سواء على الأسر أوالمؤسسات الحكومية وخاصة من ناحية الإنفاق وفي الوقت ذاته لها الدور الأكبر في نشر الكثير من الأمراض الاجتماعية المؤثرة سلبياً على البيئة التربوية التي تتعرض اليوم لامتحان البقاء في دائرة القيم والأخلاق .