بعد غياب 30 عاماً.. الذهب الأبيض يستعيد بريقه في ريف دمشق
ريف دمشق – علي حسون
بعد غياب دام ثلاثين عاماً استعاد الذهب الأبيض بريقه في ريف دمشق من خلال زراعة 300 هكتار من القطن، توزعت في مدينة داريا 540 دونماً، ومنطقة حران العواميد 1240 دونماً، و1200 دونم في منطقة دوما، مستفيدة تلك الزراعات من المياه المعالجة للصرف الصحي، ولاسيما أن محصول القطن من المحاصيل المستهلكة للمياه بشكل كبير.
تفاؤل فلاحي
“البعث” زارت منطقتي حران العواميد ودوما والتقت المزارعين، إذ أبدى الفلاحون تفاؤلهم بزراعة القطن كونه من المحاصيل الإستراتيجية المعاد إدخالها إلى الخطة الزراعية لزراعة ريف دمشق.
ورغم تأخر الفلاحين في زراعة القطن لمدة شهر حسب الموعد المخصّص له وتخوّفهم من النتائج، إلا أن المحصول يبشّر بالخير مع توقعات بإنتاج جيد، وفق تقديرات المعنيين في مديرية الزراعة، حيث أوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس أحمد مرعي أنه تمّ رصد حالة المحصول بالتنسيق مع مديرية مكتب القطن منذ بداية الاكتتاب على البذار إلى الوصول لمرحلة الجني خلال الأيام القادمة، مشيراً إلى الجولات الدائمة على الأراضي والاستماع من الفلاحين لكافة المتطلبات مع القيام بتقديم الإرشادات الزراعية للحفاظ على المحصول من الإصابات من خلال إطلاق الأعداء الحيوية المخصّصة لمكافحة حشرات المن وديدان اللوز.
ونوّه المزارعون بالجهود المبذولة من المعنيين في مديرية الزراعة والتنسيق الدائم مع اتحاد الفلاحين من خلال الروابط الفلاحية وجولات رؤساء الجمعيات، ومتابعة عمل الفلاحين وتأمين مستلزمات الزراعة وخاصة مادة المازوت، مؤكدين أن المزارعين الذين لم يزرعوا هذا الموسم تشجّعوا وبدؤوا بمراجعة جمعياتهم للتسجيل على البذار لخطة العام القادم، ما دفع بمديرية الزراعة لزيادة المساحة في الخطة المقترحة لعام 2024 إلى 937 هكتاراً.
المحصول مبشر
مدير الزراعة المهندس عرفان زيادة اعتبر أن الوضع العام للمحصول جيد بشكل عام، وبات في طور القطاف مع تقديرات بإنتاج 750 طناً، موضحاً أن محصول القطن كان إحدى الزراعات الصيفية الأساسية في المحافظة، لكن نتيجة انخفاض المناسيب المائية واستنزافها في بعض المناطق توقفت زراعته آنذاك بموجب قرار من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، واليوم تسعى المديرية إلى إيجاد حلول للصعوبات التي يعانيها المزارعون عبر تأمين مستلزمات الإنتاج من بذار ومحروقات.
5334 شلاً
وحول موضوع التسويق، أشار مدير الزراعة إلى أن المديرية قامت وبالتعاون مع اتحاد الفلاحين بتوجيه المصارف الزراعية لتأمين الشلول اللازمة والمناسبة لعملية الجني، حيث خصّصت المحافظة بـ5334 شلاً لزوم المحصول، مع تحديد مطحنة الغزلانية كمركز لاستلام المحصول من الفلاحين نظراً لوجود قبان ومساحة كبيرة لتجميع القطن، ومن ثم سيتمّ نقله إلى محلج العاصي في محافظة حماة بواسطة سيارات شحن تابعة لمكتب نقل البضائع في ريف دمشق، علماً أن المركز سيتواجد فيه فنيون لتقدير درجة المحصول والإشراف على عملية الاستلام.