مجلس الشعب يحيي ذكرى تشرين التحرير.. تمثل قيماً نضالية وقومية مهمة
دمشق- سانا
أحيا مجلس الشعب في جلسته العاشرة من الدورة العادية العاشرة للدور التشريعي الثالث المنعقدة برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية.
وفي كلمة له بهذه الذكرى، أكد صباغ أن ملحمة تشرين التحرير التي سطرها رجال الجيش العربي السوري الأبطال بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه ومن خلفه أبناء الشعب السوري العظيم جسّدت أكبر انتصار للعرب في التاريخ الحديث، وأعادت للأمة كرامتها، وكسرت حاجز الخوف والأوهام وحطمت أسطورة الجيش الصهيوني الذي كانوا يروجون له أنه لا يقهر.
وبيّن رئيس المجلس أن مأثرة تشرين التحرير لم تكن حدثاً عابراً، بل جاءت تجسيداً لروح التضحية والفداء التي يتحلى بها أبناء الشعب السوري الذي يتصدّى منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة لأعتى وأضخم عدوان وحصار متعدّد الأشكال شهده العالم حتى الآن، فقد تكالبت على سورية قوى الشر والعدوان والإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني ومن لف لفيفهم في محاولات يائسة للنيل من شعبها واستقلالية قرارها.
وقال صباغ: إن إحياءنا هذه الذكرى العطرة اليوم هو تعبير حي وواضح عن تمسكنا بنهج القائد المؤسس واقتدائنا ببطولات قواتنا المسلحة الباسلة، وعلينا أن نستلهم العبر والدروس لتكون حافزاً لنا جميعاً للمزيد من الجهد والعمل المتواصل، لحماية وطننا وخدمة شعبنا وتنفيذ توجيهات قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد.
وتوجه صباغ باسم المجلس بتحية العرفان والاحترام لروح مبدع تشرين القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه وتحية الإكبار والخلود لأرواح شهداء حرب تشرين التحريرية وشهداء الوطن العظام وتحية الفخار والامتنان لأبطال تشرين من رجال الجيش العربي السوري البواسل الذين أسسوا مدرسة في حب الأرض والدفاع عن الأوطان، والتحية لأبطال قواتنا المسلحة مصنع الرجولة ودرع الوطن الحصين وهم يتابعون اليوم مسيرة أبطال تشرين وتحية التقدير والاعتزاز لأبناء شعبنا السوري الوفي منبع الإباء ومنبت الكرامة والفداء ولأهلنا الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل وهم يقاومون الاحتلال الصهيوني بكل شموخ وعنفوان.
وفي مداخلاتهم بهذه المناسبة، أكد عدد من أعضاء المجلس أن حرب تشرين التحريرية تمثل قيماً نضالية وقومية مهمة، لأنها أعادت الثقة للشعوب العربية بفضل البسالة والتضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري في الدفاع عن أرضه، مشيرين إلى أن الحرب الإرهابية التي تشن على البلاد منذ سنوات تعد استمراراً لسياسة التآمر من قبل الولايات المتحدة وعملائها ضد سورية خدمة للكيان الصهيوني، واستهدافاً لمبادئها الثابتة وقرارها المستقل.
كما أشار الأعضاء إلى أن حرب تشرين أفشلت مخططات الهيمنة وكسرت جدار اليأس والهزيمة الذي أصاب الأمة بعد نكسة حزيران 1967.
وضمن بند ما يستجد من أمور، دعا عدد من الأعضاء إلى تنشيط دور الإعلام في تسليط الضوء على الخدمات الحكومية المقدّمة للمواطنين بمواجهة حملة التضليل التي تمارسها بعض وسائل التواصل الاجتماعي ضد عمل المؤسسات الحكومية، مؤكدين أهمية تعزيز احترام القوانين وإعادة النظر بنسب الضرائب المفروضة على المنشآت والأفراد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وهي ما أدت إما لإغلاق المنشآت وهرب رؤوس الأموال أو إلى حالات التهرب الضريبي.
وطالب بعض الأعضاء بإعادة النظر في الإجراءات المتخذة من قبل مديرية الجمارك العامة لتنظيم القضايا الجمركية، وآلية إحالتها للقضاء المختص، وتوضيح ماهية القواعد القانونية التي تم الاستناد إليها في عملية الإحالة، وتخفيض الرسوم السنوية للمدارس والجامعات الخاصة وتثبيتها منذ بدايات العام الدراسي، وتحديد تسعيرة جديدة لشراء محصول القمح للعام المقبل في بداية الموسم الزراعي الحالي، وتعويض نقص الكوادر التربوية والتعليمية في حلب وريفها، والتشدّد في محاسبة مرتكبي جريمة قطع الأشجار الطرقية والحراجية، وزيادة زيارات الوفود الوزارية للمحافظات للوقوف على الواقع الخدمي والمعيشي فيها.
ودعا بعض الأعضاء إلى تسهيل إجراءات الحصول على سندات الإقامة من مخاتير الأحياء، ليتمكنوا من التسجيل على عدادات كهرباء لمنازلهم وخاصة المنازل التي تعرضت للتخريب نتيجة الإرهاب، وتهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة لتشجيع وجذب المستثمرين من أجل تنفيذ مشاريع استثمارية جديدة من شأنها تحقيق الانتعاش الاقتصادي، ورفد الخزينة العامة بالإيرادات.
وطالب عدد من الأعضاء بتخفيض أسعار تذاكر السفر الجوي من وإلى الحسكة بالنسبة لذوي الشهداء والجرحى والطلاب والمصابين بالأمراض السرطانية والمزمنة، وإعادة النظر في قرار رفع سعر مادة الإسمنت والعمل على تخفيضه.
وأحال المجلس مشروع القانون المتضمن تنظيم حالات إدخال الذهب الخام إلى الأراضي السورية والرسوم المترتبة عليه إلى لجنة القوانين المالية لدراسته موضوعاً، وإعداد التقرير اللازم حوله.
رفعت الجلسة إلى الساعة الـ 12 من ظهر يوم الأحد الموافق الـ 15 من الشهر الجاري.