دوري الفئات العمرية لكرة السلة بلا مقومات.. والعقوبات المالية تزيد الهموم!
لم يكد ينطلق دوري كرة السلة للفئات العمرية حتى بدأ اتحاد اللعبة بتأجيل بعض المباريات، بل ذهب أبعد من ذلك، حيث أصدر مؤخراً عدة عقوبات تغريم مالية طالت بعض المدربين واللاعبين، وكأن الاتحاد لا همّ له سوى زيادة رصيد خزينته، وسبق أن تحدثنا أكثر من مرة أن العقوبة بالنسبة لهذه الفئات يجب أن تكون أخلاقية، لا مالية.
هذا الموضوع يجعل الكثير من كوادر السلة يتساءلون عن مدى الجدية بتطوير مسابقاتنا المحلية، وخاصة فرق الفئات العمرية التي تعاني الأمرّين، سواء من حيث تنظيمها أو الطريقة التي تُقام عليها، فروزنامتها السنوية لم تشهد أي استقرار منذ سنوات طويلة، ومردّ ذلك إلى ضعف البنى التحتية للأندية وعدم وجود صالات تدريبية خاصة بها، فأندية العاصمة وريفها تتمرن في صالة الفيحاء، الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً عليها، وناديا حمص لا يملكان صالة تدريبية حديثة للتدريب، وفي اللاذقية لا يوجد سوى صالة واحدة وهي بعيدة عن متناول أندية المدينة والوصول إليها بات مكلفاً، وكذلك الحال لمدينة حماة التي لا تملك سوى صالة واحدة، وفي حلب أيضاً المشكلة تتجلى في غياب الصالات المتخصصة للأندية باستثناء صالتي الجلاء واليرموك.
هذه المشكلات انعكست سلباً على فرق القواعد التي لم تجد من يتبناها أو يعمل على تطويرها، في حين نجد أن كافة الأندية تعمل على الاهتمام بفريقي الرجال والسيدات، باستثناء قلة من الأندية التي تقوم على الاهتمام بفرقها الصغيرة، لكنها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
كما أن إقامة الدوري بالطريقة المتبعة حالياً (عبر تجمعات) ساهم في تخفيض كبير في عدد المباريات لهذه الفرق، وبالتالي لن يتطور مستواها ما دام اللاعب في هذه الفئة لا يأخذ حقه في ممارسة لعبته بطريقة تساعده على تطوير مستواه الفني والمالي، فإذا كان تطور كرة السلة يبدأ من القواعد فإن المعطيات الموجودة في دوري تلك الفئات لا يبشّر بالخير. وبعيداً عن المستويات الفنية الطابقية، فإن اهتمام اتحاد اللعبة بهذه البطولة في السنوات الماضية كان منصباً على طريقة توزيع أجور التحكيم والمراقبات، وتسهيل أمور بعض الحكام “المدللين” ناهيك عن سلق بطولاته بطريقة غريبة!.
ومازاد الطين بلة قيام اتحاد السلة بتحذير الأندية بتحرير كشوف لاعبيها في حال عدم مشاركتها في البطولات المحلية الرسمية والذي لم نجده الموسم الماضي وقبله، بهدف إجبارها على الاهتمام باللعبة بمختلف فئاتها العمرية، الأمر الذي قد يدفع بعض الأندية للمشاركة بفريق من أعمار أصغر، كأن يشارك بفريق أشبال في بطولة شباب، وفريق شبلات في بطولة شابات، وذلك من باب تسجيل الحضور وتجنباً للعقوبة، وبالتالي فإن الاهتمام بالفئات العمرية هو من مهام الأندية كبناء، أما الاتحاد فهمّه إقامة المسابقات دون العمل على تطويرها!.
عماد درويش