في ثاني أيام “طوفان الأقصى”.. المقاومة تستهدف برشقات صاروخية عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948
الأرض المحتلة – تقارير
شهد اليوم الثاني من عملية “طوفان الأقصى”، معارك كرٍ وفر في مستوطنات غلاف غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي فشل حتى اللحظة في إعادة سيطرته على المستوطنات، في ظلّ ثبات المقاومين ونجاحهم في إيقاع عددٍ جديد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وبينما كان كيان الاحتلال يواصل إحصاء قتلاه ومفقوديه من عناصر جيشه ومستوطنيه، وسّع جيش الاحتلال من اعتداءاته الوحشية على قطاع غزة المحاصر وكثّف من قصفه للمدينة، كما استشهد عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، في المقابل ردّت فصائل المقاومة بقصف مستوطنات غلاف غزة والمستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وفي التفاصيل، ارتفع عدد قتلى جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية صباح السبت إلى 659، بينهم ضباط كبار، والإصابات إلى 2156، بينهم 350 حالةً خطيرة، إضافةً إلى أسر أكثر من 100.
وكان قتل 15 مستوطناً و3 من جنود الاحتلال الاحد برصاص مقاومين فلسطينيين في مستوطنة “مفكيم” جنوب عسقلان ومحيط موقع كيسيوفيم العسكري على أطراف قطاع غزة، كما أُصيب آخرون في قصف للمقاومة بأكثر من 100 صاروخ لمستوطنة “سديروت” المحاذية للقطاع ومواقع ومستوطنات للاحتلال في مدينة عسقلان بالأراضي المحتلة عام 1948.
وأكدت فصائل المقاومة أن عملية طوفان الأقصى متواصلة، وأنها تخوض معارك ضدّ الاحتلال في مواقع عدة، وأعلنت إطلاق سربٍ من أنماط مختلفة من الطائرات المسيرة تجاه مواقع الاحتلال في الأراضي المحتلة.
من جهتها، أوضحت كتائب القسام في بيان لها، أنه منذ اللحظات الأولى للمعركة انقضت على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 طائرة مسيرة من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال.
وأضاف البيان: إن المقاومين يخوضون اشتباكات ضارية في سبعة مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منها (أوفاكيم) و(سديروت) و(ياد مردخاي) و(كفار عزة) و(بئيري) و(يتيد) و(كيسوفيم)، كما يتم إسناد مقاتلي المقاومة بالقذائف الصاروخية، وإطلاق طائرات مسيرة تجاه أهداف معادية .
وقالت كتائب القسام: “تمكنا الليلة وفجر اليوم من القيام بعمليات اقتحام لتعزيز مجاهدينا بالقوات والعتاد في عدد من المواقع داخل أراضينا المحتلة منها (صوفا) و(حوليت) و(يتيد) في محور رفح”.
من جهتها بينت سرايا القدس في بيان، أن المقاومين الأبطال من قوات النخبة يخوضون اشتباكات عنيفة في مواقع العدو العسكرية والمغتصبات وفي محاور مختلفة من المناطق المحاذية لقطاع غزة.
في الأثناء، استشهد تسعة فلسطينيين من عائلة واحدة نتيجة قصف طيران الاحتلال منزلاً على رؤوس ساكنيه في بيت حانون شمال قطاع غزة، كما استشهد ثلاثة مقاومين فلسطينيين برصاص الاحتلال قرب عسقلان.
وشنّ الاحتلال غاراتٍ جويةٍ كثيفة على منازل الفلسطينيين في رفح جنوب القطاع ومخيم البريج وسطه، كما استهدف طواقم الإسعاف لعرقلة عمليات إنقاذ المصابين وقطع الكهرباء والماء عن القطاع لمفاقمة معاناة أهله.
وأدّى العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم الثاني إلى استشهاد أكثر من 320 فلسطينياً وإصابة أكثر من 2000، إضافةً لإلحاق أضرار كبيرة بممتلكات الفلسطينيين والبنى التحتية، حيث دمّر كلياً 13 برجاً سكنيا، وألحق أضرارا جزئية بـ1210 وحدات سكنية، إضافةً لتضرر مدارس ومستشفيات، كما تسبب بنزوح نحو 20 ألفاً من أهالي القطاع إلى مراكز إيواء في مختلف مناطقه.
وفي الضفة الغربية المحتلة، عم الإضراب الشامل مدن وبلدات الضفة الغربية الاحد تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
في حين فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مشدّداً ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها أو الخروج منها.
حيث تواصل إغلاق الحواجز المحيطة بمدينة القدس لليوم الثاني على التوالي، كما منعت المصلين ممن تقل أعمارهم عن 55 عاماً من الدخول إلى المسجد الأقصى.
كذلك أغلقت معبر الكرامة في أريحا وجميع مداخل مدينة بيت لحم وبلدات الخضر وبيت فجار وبيت جالا وبيت ساحور ومراح رباح وتقوع وزعترة وجناته في المدينة، وأغلقت حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية وحواجزها العسكرية في جنين وبلدات سالم والجلمة وبرطعة جنوبها، ومنعت حركة البضائع وتنقل الفلسطينيين.
وفصلت قوات الاحتلال شرق بلدة حوارة جنوب نابلس عن غربها بالكامل بعد إغلاق جميع الطرق التي تؤدي إلى الشارع العام في البلدة بالسواتر الترابية.
وفي الخليل، أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف في المدينة أمام المصلين الفلسطينيين، وأخطرت بإغلاق الحرم الإبراهيمي اعتباراً من الاحد وحتى إشعار آخر حيث قامت بتعليق إخطار مكتوب بهذا الخصوص على بوابات الحرم.
جاء ذلك في وقتٍ استشهد الشاب أحمد العواودة 19 عاماً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدة دير شرف غرب مدينة نابلس.