مخزون الوقود في مستشفيات غزة سينتهي غداً و260 ألف مهجر إثر العدوان عليها
الأرض المحتلة – سانا
مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، والذي طال المدنيين والبنى التحتية، وأدّى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ويستخدم أسلحة محرمة دولياً في ظل حملة تجويع مسعورة وقطع الإمدادات والاحتياجات الأساسية عن المدنيين العزل في أبشع أشكال العقوبات الجماعية.
وأدانت في بيان نقلته وكالة “وفا” الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية مستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً، بما فيها الفسفورية والعنقودية وغيرها بحق أهالي القطاع، مبينة أن هذه الجرائم تطال كل شيء وأدت حتى اللحظة إلى استشهاد 1055 شهيداً و5184 مصاباً وهي في تزايد متسارع، إضافة إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم وأرقام مهولة من المنازل والأبنية والمؤسسات والمنشآت التي سويت بالأرض وهدمت إما جزئياً أو كلياً.
بدورها، حذّرت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة من أن مخزون الوقود لتشغيل المولدات في مستشفيات قطاع غزة المحاصر سينتهي “الخميس”، ما يهدد بكارثة إنسانية.
وقالت الكيلة: إن مخزون الوقود لتشغيل المولدات في مستشفيات قطاع غزة سينتهي يوم غد، الأمر الذي سيفاقم الأوضاع الكارثية في المستشفيات، وخاصة بعد توقع توقف الكهرباء خلال ساعات من الآن.
كذلك، أكدت وزارة صحة السلطة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة المحاصر، مطالبة بضغط دولي على الاحتلال لإدخالها وتوفير حماية دولية عاجلة لطواقم الإسعاف والمستشفيات في القطاع، مضيفةً: إنها تواصلت مع مختلف المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر لإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية، لكن الجهود فشلت ورفض الاحتلال إدخالها إلى القطاع.
وأوضحت الوزارة أن هناك 20 مشفى تعمل في قطاع غزة، وخرج مستشفيان عن الخدمة، وهما بيت حانون والكرامة، وأن المشافي المتبقية في الخدمة استقبلت مئات الشهداء وآلاف الإصابات جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الخامس، وهو ما يفوق قدرتها الاستيعابية بأضعاف، مبينة أن هناك أزمة حقيقية تمر بها مستشفيات في ظل العجز في إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وفي شأنٍ متصل، أكدت الأمم المتحدة أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة تسبب حتى الآن بتهجير أكثر من 260 ألف شخص داخل قطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان: إن 263934 شخصاً هجروا من منازلهم، جراء الغارات والقصف المدفعي، الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت الماضي، مبيناً أن هذا العدد مرشح للارتفاع مع استمرار هذا القصف العنيف.
وأضاف البيان: إن عمليات القصف دمرت أكثر من 1000 وحدة سكنية، فيما لحقت أضرار بالغة بـ 560 وحدة سكنية، ما جعلها غير صالحة للسكن، لافتاً إلى أن قرابة 175 ألفاً من أولئك المهجرين لجؤوا إلى 88 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بينما نزح آلاف آخرون إلى مدارس حكومية، لافتاً إلى أن تلبية الاحتياجات الرئيسية أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين لم يهجروا من بيوتهم.
من جانبه، دعا برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى إنشاء ممرات إنسانية لتسهيل دخول المعونات، والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وتوفير ممر آمن ودون عوائق لموظفيه وللسلع الأساسية.
وأطلق البرنامج عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية العاجلة لأهالي القطاع الذين يواجهون ظروفاً قاسية وغير قادرين على الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ السبت الماضي.
وأكد البرنامج حاجته بشكل عاجل إلى القدرة على الدخول إلى القطاع، والحصول على التمويل للوصول إلى المحتاجين، موضحاً أن هناك حاجة إلى ما مجموعه 17.3 مليون دولار أميركي في الأسابيع الأربعة المقبلة لمعالجة هذا الوضع الحرج، في ظل المخاوف من نفاد الموارد الحيوية في القطاع.