هل تتمكن واشنطن من احتواء الـ “طوفان”؟
تقرير إخباري
أخذت واشنطن عقب انطلاق “طوفان الأقصى” دور الناطق العسكري باسم “إسرائيل” ونزعت عن نفسها، آخر ورقة كانت تشير إلى دورها “كراع” من رعاة “السلام” في المنطقة، وأسقطت، هذه المرة، حتى دعواتها الجوفاء لـ “ضبط النفس” التي كانت تستهدف المعتدى عليه لا المعتدي “إسرائيل”.
فبعد “الطوفان” الخارج من غزة، وما رافقه من انكسارٍ كبير لجيش الاحتلال، وظهور صورة مغايرة كلياً لما تم ترويجه على نطاقٍ واسع عن “قوته التي لا تضاهى”، تحولت فيه قواعده وآلياته العسكرية هدفاً سهلاً للمقاومين، ووقع جنوده قتلى وأسرى خلاله، رغم التفوق التكنولوجي والعسكري الكبيرين، فإن واشنطن وجدت انه لا بد من تدخلها المباشر لمحاولة احتواء التأثيرات السياسية والعسكرية للمشهد الجديد الذي رسمته غزة على المستويين الإقليمي والعالمي، وأخذت على عاتقها أن تكون قائداً لفريق “الهجوم العسكري” لـ “تل أبيب”، الذي يضم إلى جانبها إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنكلترا، للعدوان على قطاعٍ محاصر، لا تتجاوز مساحته مدينة متوسطة الحجم في واحدةٍ منها.
ومنح الأمريكي باصطفاف غربي غير مسبوق تفويضاً كاملاً لـ”إسرائيل” لخنق غزة وقطع الكهرباء والماء عنها، بالإضافة لمنع دخول المواد الطبية والإغاثية إليه، وهو “ما يرقى إلى العقاب الجماعي غير القانوني أي جريمة حرب”، حسب الـ “هيومن رايتس ووتش”، ولم تكتف الإدارة الأمريكية بذلك، وقبل وصول حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس جيرالد فورد” إلى شرق المتوسط، لتكون “مستعدة لمساعدة (إسرائيل)”، حسب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، وبعد وصولها كان مجموع المكالمات الهاتفية التي اجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد وصل إلى أربعة، وخلالها منح بايدن الضوء الأخضر للأخير ولجيشه لتدمير غزة وقتل سكانها، بينما أخذ يطلق تهديداته ذات اليمين وذات الشمال لمنع دول وقوى المقاومة من نصرة الفلسطينيين أو دعمهم بأي وسيلةٍ كانت.
ولم يجد الأمريكي ما فعله كافياً، فأعلن بدء إرسال الطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى “إسرائيل”، في الوقت الذي قام فيه بإرسال المزيد من طائراته المقاتلة إلى المنطقة، كما أعلن وضع عدد كبير من قواته المنتشرة في أوروبا على أهبة الاستعداد للتدخل في المنطقة عند الحاجة، في الوقت الذي كان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن وصل إلى “تل أبيب” لإبداء “التضامن والدعم” لقادة “إسرائيل”.
قوى المقاومة في غزة وخارجها تتابع التهديد الأمريكي والغربي، وتواكب الحشود الإسرائيلية التي تستعد لشن غزوٍ بري في غزة، وهي أعلنت أنها ستقاوم الغزاة ولن تسمح للعدو بالاستفراد بغزة مهما كانت النتائج والأثمان، وهي غير مستعدة للتنازل عما تم تحقيقه في “طوفان الأقصى” من مكاسب وتغييرٍ لمعادلات إقليمية ودولية غيرت وجه المنطقة وأعادت تذكير العالم بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بحياة طبيعية بعيداً عن الحروب والعقوبات الاقتصادية وضرورة استعادة حقوقهم المسلوبة.
إبراهيم ياسين مرهج