حوار مع الشاعر علي أحمد.. أكتب القصيدة العمودية وتستهويني قصيدة النثر
هويدا محمد مصطفى
تتناغم حروفه وتتصافح قصائده العمودية بأجمل الألحان والموسيقى فكانت قصائده وجدانية وإنسانية ووطنية تميز الشاعر بقربه من الواقع .. ترك بصمة يتفرد بها إنه الشاعر علي أحمد أخذنا إلى عالمه من خلال هذا الحوار.
- لكل شاعر قصيدته الخاصة به ما للقصيدة التي يعرف بها الشاعر علي أحمد نفسه من خلالها ؟
كل قصيدة عند الشاعر هي بمثابة ولد من أولاده و قطعة منه. كيف يميز الشاعر بين الأبناء، ولكن هناك القراء هم من يصنفون الأجمل . و إذا كان القصد أي قصيدة تعرف الناس بي كانسان وشاعر هي قصيدة (قلوب دافئة ) و التي مطلعها
أنا لست حرفاً في جرائد متعبةْ
ولا نزوات الشعر ليلة مسغبةْ
فمن أراد معرفتي الاطلاع عليها .
تكتب القصيدة العمودية وقصيدة النثر أيضاً أين تجد نفسك وما الفرق بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر؟
لي تجارب في العمودي الذي أحبه أكثر والتفعيلة التي تستهويني فأركن إليها كل فترة، و قصيدة النثر. أولاً أعترض على تسميتها بهذا الاسم، و لكنني لا أرفضها. كانت لي تجارب خجولة بكتابتها لم أجد نفسي بها لصعوبتها، والفرق شاسع بين الشعر الكلاسيكي الموزون او التفعيلة و النثر. أنا لست ممن يحاربون النثر فهو أدب مستقل وكثرت بالفترة الأخيرة كتاب النثر الأجوف الخالي المضمون و الإبداع، وأشهد لبعض كتاب النثر عندما يجبرك على القراءة والاستمتاع بها، فقصيدة النثر كما يسمونها أو الشعر الحرّ لاشيء يقيدك في الكتابة وما تأتي به من إبداع لا يأت به الموزون، لذلك أقول للبعض تنحى جانباً فهناك مبدعون دعنا نستمتع بهم.
- يقولون وراء كل شاعر معاناة فهل المعاناة سبب الإبداع ؟
لا إبداع دون معاناة، فالمحيط هو من يقرر ماذا ولمن تكتب معانات الشعوب هي معانات للشاعر، وإن لم تكن الكتابة تقدم ما يفيد فهو شعر هرطقة لا روح فيه.
- ما القصيدة التي تأثرت بها ومازالت بذاكرتك؟
منذ الصغر وأنا أقرأ كل ما وقع تحت يدي من شعر و مقامات و نثر و غيره، لذلك كان تأثري بعدة قصائد بل عشرات القصائد التي عبرت عن ذاتي. أحببت شعر امرؤ القيس و عنترة و أبو فراس الحمداني و المتنبي
و المعري و بدوي الجبل و و و. هناك شعراء عمالقة لم يذكرهم التاريخ و أهملهم متقصداً لأسباب سياسية و غير ذلك رغم أنهم عاصروا كتاب التاريخ، فلم يذكروا إلا بسطر أو عدة أسطر. هناك قصيدة جداً رائعة لشاعر رائع مطلعها:
إن كنت لي صاحباً قف لي بهبود
و قل لعينك في إطلالها جودي
عسى الدموع إذا انهلّت غواربها
تطفي لهيب سليب اللب معمود
- مادور الملتقيات الثقافية في الساحة الإبداعية وماذا قدمت وما الهدف منها كونك مدير ملتقى ثقافي ؟
لست ضد كثرة الملتقيات الأدبية والثقافية شرط المنافسة على رفع سوية الأدب، وأخجل من بعض الملتقيات التي لا يهمها إلا جمع أكبر عدد من الأشخاص وتوهبهم شهادات ما أنزل الله بها من سلطان وتوثيق إنتاجهم و بالأخطاء القاتلة و الصريحة، والقصد التطبيل لإدارة المنتديات والملتقيات الذين بدورهم ليسوا أدباء. وهناك ملتقيات أحترم إدارتها لأنها تحترم الأدب.
- ما رأيك بشهادات التكريم التي تمنح عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؟
تطالعنا بعض الملتقيات بتكريمات لا أساس لها بمجرد النشر بها تجد جميع أنواع الشهادات تمنح لهم سواء كان المنشور جيداً أم سيئاً، و أحياناً صفة دكتوراه.. أقول لهؤلاء تتهنون بشاهادتكم الزائفة. أما من تمنح مجرد شكر لمن أبدع في سجال ما شرط أن تكون اللجنة نزيهة، أشد على أيديهم هكذا ترفع سوية الأدب عبر التنافس الشريف.
- قصائدك تنوعت مابين الوجداني والإنساني والوطني والغزلي ماذا كتبت في الوطن؟
لم أترك موضوعاً إلا تطرقت له، و كان هم الوطن فوق كل هم، فكتبت عدة قصائد لهذا الوطن الرائع، و كيف أراد الغريب تمزيقه بافتعال ثورات الربيع العربي، و لي قصيدة طويلة بهذا الشأن مطلع قصيدة طويلة عما حدث ببلادي:
يا شام مجدك في العلياء عرزال
و نور وجهك في الظلماء إهلال
عنقاء تختار حدّ الشمس ملعبها
نوارة في سماء الكون تنثال
أتابع حتى أصل إلى هذا البيت
قالوا نبيع شعوب الكفر نسقطهم
ندمي جراحاً إذا طالت لما طالوا
و في النهاية
أقول بنفس القصيدة
قالوا أمنتصر بالشام قلت بلى
لا ينضب الكرم و الحراس أشبال
و كتبت عن الشهيد حيث قلت في مطلعها
ارفع جبينك رتل سورة الصمد
و لترحم الشهداء الطهر في بلدي
فعند ربك تلقاهم ملائكة
في جنة الخلد تسبيحاً إلى الأبد
و هناك قصائد جمة عن الوطن و المواطن و الشهداء ودمشق.. كتبت ما يجول بخاطري وما يمليه علي ضميري فلا هم بعد هم الوطن .
- هل حققت ذاتك من خلال قصيدتك وإلى ماذا تسعى؟
لو سألت المتنبي هذا السؤال لأجاب كلا لم أحقق كل ما أصبو إليه، ولو أقررت بأنني حققت كل شي معنى ذلك توقفت وسقطت سقوطاً مروعاً. سأكتب واكتب حتى النهاية، فلا حدود لطموحات الشاعر .
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
سأكتب و أكتب و لن أتوقف عن الكتابة حتى آخر رمق بحياتي، ومشرع آخر صغير جداً أن تصل قصائدي لكل الأمة بطباعة دواوين.
- ما رأيك بمن ينادي بحداثة الشعر..و ما هي الحداثة برأيك ؟
الحداثة التي يفهمها البعض غير ما أفهمها، فالحداثة فن تواكب العصر بأحداثه و لغته و تعقيداته و مشاكله. أما ما يفهمها البعض على أنها صور مبهمة و إفراط في الرمزية حتى تجعل القارئ لايفهم منها سوى كلمات أنها لغة عربية، فالمتنبي جاء بالحداثة ولكن تلك إرهاصات لا حقيقة ولا جمال.