نص قانوني صريح..!
وائل علي
لن نتحدث عن ظواهر الطبيعة المستجدة ومتغيرات وتقلبات المناخ غير المعهودة التي تثير حفيظة الناس وخشيتهم، لكنها تظل مشيئة الأقدار التي لا راد لها، ولن نكون أكثر رحمة من مدبرها، لنلتفت للحديث عن المظاهر التي صارت ظواهر من صنع البشر كظاهرة التدخين “الدميمة”، ومعها النرجيلة التي تفشت وكبرت ونمت وتكرست حد الذهول بين الأعمار الفتية الغضة الشابة وطلبة المدارس والجامعات، من الجنسين، بلا رادع ولا وازع، وعلى مرأى ومسمع وتطنيش الجميع، وتعاميهم عما يحصل ويجري…!
ومن المثير حقا أن نلمس ضعف، إن لم نقل غياب وانعدام أي دور المنظمات الشبابية على اختلاف اهتماماتها، وتطنيشها ولامبالاتها وتسليمها بما يجري، وهي التي تستطيع فعل الكثير – لو أرادت – على الصعيد التوعوي بقالب جذاب يستخدم لغة شباب اليوم بعيدا عن النصح والزجر والتهديد والوعيد…!
وأين ذهب الدور التنسيقي المطلوب بين وزارات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والإعلام والصحة والإدارة المحلية والبيئة والداخلية والاقتصاد والتجارة الخارجية والمؤسسات التي تتبع لها لمكافحة هذه الظاهرة “الكارثة”؟ وأين حملاتها وبرامجها الإعلانية والإعلامية التي كانت تملأ الدنيا بضجيجها وفاعليتها…!؟
أضف لكل ذلك أن لدينا نصا قانونيا صريحا يمنع ويحظر تعاطي التدخين والنرجيلة في الأماكن العامة والمكاتب الرسمية المغلقة ووسائط النقل ودور السينما والمقاهي والمطاعم التي التزمت بتخصيص ركن أو حيز معزول للراغبين، وقد أمكن في لحظة معينة سبقت كارثة الحرب اللعينة الوصول إلى ما يشبه الكمال في التزام قانون منع التدخين.
ولكن السؤال:
ما الذي يمنعنا من إعادة نفخ الروح في القانون “الميت”، أم أن له هو الآخر علاقة بقانون “سيزر” الذي نستغرب كيف يسمح ويبيح استيراد الدخان الأجنبي والمعسل بالعملة الصعبة…!؟
خلاصة القول.. إننا نعتقد أن على الجميع البدء اليوم قبل الغد بإطلاق حملات التوعية المناهضة للتدخين بعد أن غدا طوفانا وظاهرة تدمر شبابنا وتسرقهم، وإلا فالكل شريك في ارتكاب جريمة العصر الكبرى.. “التدخين”!