روسيا والصين تدعوان مجلس الأمن إلى التحرّك لحل القضية الفلسطينية
نيويورك – بكين – سانا
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا أن بلاده لا تستطيع قبول تقاعس مجلس الأمن الدولي عن حل القضية الفلسطينية.
وقال المندوب الروسي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي كما نقل موقع “RT”: إن موسكو تؤيد الحل السلمي للصراع في الشرق الأوسط، ومستعدة دائما لأن تكون وسيطا في حل القضية الفلسطينية.
وحذر نيبينزيا من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته بتهجير أكثر من مليون فلسطيني في شمال قطاع غزة وترحيلهم إلى جنوبه، واصفا هذا الأمر بالمرفوض.
ونبه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى خطورة “تصعيد الأوضاع على الأرض، معتبرا أن المنطقة على شفا حرب واسعة النطاق وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وفي السياق ذاته وزعت البعثة الروسية الدائمة في الأمم المتحدة مشروع قرار على أعضاء المجلس يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة.
وفي سياقٍ متصل، دعا مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن الدولي تشانغ جونغ إلى حماية المدنيين في قطاع غزة، وإيصال المساعدات لهم لتجنب وقوع كارثة إنسانية، معربا عن القلق الشديد إزاء قصف الاحتلال الاسرائيلي العنيف للقطاع، والذي أدى الى استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين وتدمير المنازل والبنى التحتية.
وقال تشانغ جونغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية وفق موقع” RT” : “إن الصين قلقة من الوضع الحالي في غزة، ويجب القيام بما يحمي المدنيين وتوصيل المساعدات لتجنب كارثة إنسانية”، لافتاً إلى أن البعثة الصينية تشجع كل الجهود للقيام بما يلزم للحفاظ على المدنيين وخفض التصعيد.
وفي شأنٍ متصل، أكدت الصين وقوفها إلى جانب السلم والعدالة والقانون الدولي في تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وإيجاد حل عادل لقضيته التي تمثل ضمير البشرية.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في ختام الحوار الإستراتيجي رفيع المستوى بين الصين وأوروبا أن الجانب الصيني يدين استهداف المدنيين بكل أشكاله، ويرفض التصرفات التي تخالف القانون الدولي أياً كانت، معتبراً أن الوضع الحالي في فلسطين خطير للغاية وتفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.
وأشار وانغ إلى أنه في ظل الوضع الخطير الراهن يرى الجانب الصيني أن الأولوية الأولى هي وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، تفاديا لتوسيع رقعة الحرب بلا حدود، وتجنبا لمزيد من تدهور الوضع، ومن ثم الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وبذل قصارى الجهد لضمان سلامة المدنيين، وفتح ممر الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة في أقرب وقت تفادياً لوقوع كوارث إنسانية خطيرة، مشدداً على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة الدور المطلوب في حل القضية الفلسطينية، وأن يتحمل مجلس الأمن الدولي المسؤولية في هذا الصدد، والدفع بالتوصل إلى توافقات دولية واتخاذ إجراءات ملموسة.
وأضاف: إن الصين تدعو في الوقت نفسه إلى سرعة عقد مؤتمر دولي للسلام بمصداقية أكبر وتأثير أوسع تحت رعاية الأمم المتحدة، بما يبلور التوافقات الدولية بشأن إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الجانب الصيني بصدد التواصل مع الأطراف المعنية، وسيشارك بنشاط في المناقشة العاجلة في مجلس الأمن الدولي، ودعم النداء العاجل الذي أطلقه الأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن حماية المدنيين، كما سيقدم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة والسلطة الفلسطينية عبر قناة الأمم المتحدة.
وبين وانغ أن القضية الفلسطينية ما زالت تمثل جرحاً نازفاً في عالم اليوم، واستمرار هذا الجرح يكمن في انعدام تحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة، ورفع الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا العالم يشهد الظلم بأنواعه المختلفة، أما الظلم على فلسطين فهو مستمر لمدة أكثر من نصف قرن، حيث ترك معاناة للأجيال العديدة وبالتالي لا يجوز استمرار هذا الظلم.
وكشف وانغ أن مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط سيقوم بزيارة إلى الدول المعنية في المنطقة لبذل جهود إيجابية في الدفع بوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع.