ملتقى الشباب الإبداعي وأعياد تشرين
حلب-غالية خوجة
كيف بدا ملتقى الشباب الإبداعي في دورته الثانية الذي أقامته مديرية الثقافة – المركز الثقافي العربي بالعزيزية بالتعاون مع شعبة الموظفين لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة أعياد تشرين؟
اجتمعت أحلام جيل الشباب من الكتاب مع أمنيات كلماتهم على منصة مسرح الفنان عمر حجو، ليلقوا، وعلى مدى يومين، كتاباتهم التي تراوحت بين النظم والمحاكاة والنثر والخاطرة، فمنهم من أجاد الوزن والقراءة، ومنهم من حاول أن لا يخطئ بالنحو، ومنهم من كان خطابياً ومباشراً على حد سواء بالكتابة والإلقاء، إلاّ أن ما قدمه 18 مشاركاً من الجنسين اتسم بمحور موضوعي هو محبة الوطن، والانتماء إليه، والارتباط بتشرين التحرير وطوفان فلسطين، إضافة إلى التنويع على البعد الاجتماعي والعاطفي والرومانسي.
أمّا من الناحية الفنية فالملاحظ أن هناك سعي لدى البعض لتشكيل صورة جديدة، إلاّ أنّ المحاكاة والنظم كانتا الأكثر حضوراً إلى جانب النثر الذي صار يعرف كاتبه أو كاتبته أنه خاطرة مثلاً.
وعن هذا الملتقى، قال ل ـ”البعث” جهاد الغنيمة مدير المركز الثقافي بالعزيزية: هناك تطور في أداء أغلب الشباب المشاركين، وحضر الحس الوطني في النصوص المشاركة، وكان من المخطط أن يكون هناك كل يوم تعليق ونقد وتوجيه، ونتيجة الحداد على شهداء الكلية الحربية بحمص، أجّلنا موعد الملتقى واختصرنا أيامه من ثلاثة إلى يومين.
وبدورها قالت أماني نقار الكاتبة المشاركة والتي أدارت أيضاً اليوم الثاني من الملتقى: المستوى العام أفضل من السابق، واعتنقنا القضية الوطنية الغالبة على الوجدانات الأخرى، لكن، ما زالت هناك بعض الأخطاء مثل الأخطاء اللغوية القليلة، وما زالت الناحية الفنية بحاجة للكثير من التدريب، ربما، هذا عائد لعدة أسباب، منها الظروف العامة، وعدم الاهتمام الكافي من الشباب بموهبتهم، وعدم سؤالهم لأهل الخبرة لتزداد معرفتهم، لأن السؤال مفتاح النجاح، ونحتاج بعد الخطوة الأولى إلى خطوات كثيرة واثقة ومستمرة.
وشعر مهند الطوفي الكاتب المشارك بأن الجيل الشاب الذي هو منهم يسعى إلى الأفضل، وإن كانت المواضيع تغلب على الناحية الفنية، لكن موضوع الوطن هو الذي يجمع نصوص هذا الملتقى، كما أن القلة من المشاركين استطاعت التعبير الأقرب إلى القصيدة، مع وجود محاولات متنوعة من ناحية النثر.
ومن الشباب الحضور المستمعين لأبناء جيلهم، قال فارس عطا صادق- طالب كلية الهندسة الالكترونية: أنا كاتب نثري أيضاً، وأحسست من خلال ما سمعته أن بعض الأصوات تمتلك موهبة قوية، وأصوات تحتاج إلى المزيد من الثقة، كما أن أداء البعض كان ضعيفاً بينما نصه كان مقبولاً، وبعض الكتابات لم تكن مترابطة من الناحية الفكرية والفنية، والبعض الآخر منهم عرض الفكرة وناقضها أحياناً، كما أن الحشو كان كبيراً في بعض النصوص التي كانت ممكنة الاختزال.
وبدوره، أجاب عدنان موسى – طالب كيمياء حيوية: وأنا أستمع، انتبهت إلى بعض الأخطاء اللغوية، وارتباك أغلبية المشاركين، لكن الجميل، هو أن الجميع اشترك بالانتماء الوطني ولو لم تصل الفنيات إلى مستوى هذا الانتماء.