ورشات عمل تفاعلية لوسائل الإعلام.. والتوعية الصحية للطفل المحرك الأساسي لها
دمشق – زينب محسن سلوم
تلعب وسائل الإعلام باختلاف أشكالها دوراً كبيراً في إيصال رسائل تربوية وتعليمية وتثقيفية وتوعوية للأطفال، وانطلاقاً من أهمية ذلك الدور أقامت وزارة الإعلام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة “اليونيسيف” ورشة عمل لتدريب صحفيين من مختلف وسائل الإعلام، حيث تناولت الورشة أساليب تطوير المهارات الإعلامية في مقاربة قضايا التوعية الخاصة بالأطفال.
المحاضرة، الإعلامية سلوى صبري، المختصة في الشؤون الصحية في التلفزيون السوري، أكدت أن على الإعلامي التزوّد بالمهارات والأساليب الفعالة ليستطيع تغطية وإيصال رسائل تتعلق بالقضايا الصحية الموجّهة للطفل، حيث يجب العمل على تصميم محتوى جاذب في ظل الكمّ الهائل من الرسائل التي تصل إلى المتلقي الطفل عبر وسائل التواصل، كونه يترك المحتوى الجاف، مشيرة إلى وجود منشورات من أشخاص غير مختصين قد تستهدف الطفل بشكل خاطئ نتيجة عدم الدراية والمعرفة بطريقة مخاطبة أفكار الطفل. وشدّدت صبري على أهمية الاعتماد على المصادر الموثوقة، وخاصةً ما يتعلق بالقضايا الصحية الموجّهة إلى الطفل وذلك لضمان دقة المعلومة.
وفي ردّها على سؤال “البعث” عن مدى نجاح هذه الدورات في خلق تأثير إيجابي، ومدى التطور الحاصل في أساليب الوسائل الإعلامية والإعلاميين في تأدية وإيصال رسائلهم، أكدت صبري عدم وجود طرق علمية لقياس ذلك التأثير، لافتةً في الوقت نفسه إلى دور المدرّب في متابعة المتدربين وعملهم بعد التدريب وملاحظة تحقق التحسّن في تقديم العمل، كما بيّنت أن المشكلة الأكبر التي تعترض تطور الإعلاميين هي انتشار عقلية الموظف التي ترتكز على العمل من أجل التعويض المادي الثابت في نهاية الشهر، وعدم وجود حافز لإيجاد الفرق في تقديم المعلومة أو تأدية الرسالة الإعلامية الموكلة إليهم بالشكل المطلوب، حيث تتجاوز نسبة أولئك الـ50%.
وخلال الورشة تناول المشاركون مجموعة من القضايا المطروحة عن طريق تقديم مجموعة من الأفكار، تضمّنت طريقة إنشاء فيديو قصير عن أهمية العناية بتنظيف الأسنان، وإنشاء منشور على الفيسبوك عن أهمية اللقاحات، وتقديم نموذج برنامج إذاعي وتلفزيوني عن أهمية التغذية، وتنظيف اليدين. وفي مجموعة تدريبية ثانية تمّ تقديم برنامج أو تطبيق أو لعبة إلكترونية يتمّ عبرها توجيه محتوى هادف في تعليم الطفل، على سبيل المثال “أهمية الالتزام بمواعيد النوم والصحة الجسدية”، إضافةً إلى إيصال رسالة إعلامية عبر مقطع صوت تمثيلي قصير إذاعي عن مضار التدخين، وطريقة إعداد برنامج وتقديمه تلفزيونياً عن أهمية تمييز الطفل للعادات الصحية والعادات الضارة، حيث شارك الإعلاميون من خلالها بأفكارهم في إيصال المعلومة للطفل بشكل ترفيهي وبسيط وجاذب، وتطرّق أحياناً إلى الخيال لمجاراة طريقة تفكير الطفل.