اتحاد الفلاحين: إيقاف تصدير زيت الزيتون لم يخفض السعر وجاء لعدم وجود فائض بالإنتاج
دمشق – محمد العمر
رغم مرور شهر ونصف على وقف تصدير زيت الزيتون، إلا أن ذلك لم يحسّن من سعر الصفيحة ولم يساعد في هبوطها لمصلحة المستهلك، فأسواق زيت الزيتون لا زالت تحافظ على أسعارها التصاعدية، وأقل صفيحة زيت مقبولة كجودة للمواطن لا تقلّ عن 900 ألف ليرة، علماً أنه في المناطق الساحلية أدنى من 750 ألفاً للصفيحة، إلا أنه ليس بمواصفات وضمانات زيت مناطق حمص وحلب.
فلاحون في مناطق عدة باللاذقية وحماة وحمص يتحدثون اليوم عن انخفاض في إنتاج الزيتون هذا العام، مقارنة مع العام الماضي الذي كان غزيراً، حسب وصفهم، إذ بالكاد – حسب قول أحد الفلاحين – تعطي الأرض ذات الأربعة دونمات مساحة ثلاثة بيدونات زيت زيتون إنتاجاً، فنسبة المعاومة زادت عن الأعوام السابقة بكثير، والسبب يعود لكثافة الإنتاج العام الماضي، إضافة للظروف المناخية التي حدثت كارتفاعات درجات الحرارة والتي أثرت على الأشجار، ناهيك عن أسباب أخرى تتعلق بارتفاع تكلفة الرش والتسميد والتقليم والحراثة وغيرها، فأقل حراثة دونم واحد لا تقلّ عن 100 ألف ليرة وتسميد أيضاً لا يقلّ عن 800 ألف للدونم.
رئيسُ مكتب الشؤون الزراعية بالاتحاد العام للفلاحين محمد خليف لم يخفِ أن ارتفاع التكاليف وأجور الأيدي العاملة بقطف الثمار وأجور المحروقات في النقل والشحن وعصر الزيتون، قد أدى إلى غلاء الزيتون وزيته، مشيراً إلى أن التصدير لا يعتبر سبباً رئيسياً في ارتفاع مادة زيت الزيتون، بدليل أن قرار وقف التصدير منذ شهر ونصف تقريباً، والذي سيبقى متوقفاً، لم يخفض من المادة بالأسواق إلا جزئياً، مبيناً أن القرار الأخير بعدم التصدير أتى لمنع ارتفاع الزيت أكثر بسبب عدم وجود فائض بالمادة خلال الموسم حسب التقديرات. واعتبر خليف أن تدني القوة الشرائية للمواطن لا تتناسب مع شراء صفيحة تصل إلى المليون ليرة للنوع الممتاز، مما يشكل عبئاً في بيع الإنتاج المقدّر بنحو 50 ألف طن تقريباً هذا الموسم، والذي يكفي لحاجة السوق المحلية فقط.
لن ينخفض!
ويرى مراقبون بالاقتصاد اليوم أن الأسعار بعد مرور بعض الوقت على قرار الحكومة بوقف التصدير لزيت الزيتون لن تنخفض على المدى القريب والمتوسط، مع حديث عن انخفاض الإنتاج في أغلب المناطق ومنها الساحلية، مما يزيد من التوقعات بأنها سترتفع أكثر من ذلك، بالتزامن مع ارتفاع تكاليف القطاف وأجور النقل والشحن والعصر… إلخ.
الخبير الاقتصادي محمد القاسمي أكد أن الإنتاج هذا الموسم من زيت الزيتون لن يكون كالموسم السابق بعد حجم إنتاج يفوق 100 ألف طن، موضحاً أنه رغم الإنتاج الجيد، إلا أن كيلو الزيت لم يهبط بل ازداد ارتفاعاً، ما يدلّ على أن هذا الموسم ستكون الأسعار مرتفعة كون ظاهرة المعاومة على موسم الزيتون في أغلب المناطق هذا العام أكثر مما سبق، ليشكل ذلك تراجعاً في إنتاج المحصول بشكل ملاحظ، فالمنطقة الساحلية تعتبر سنة المعاومة فيها أكثر من غيرها، خاصة وأن موسم الزيتون يكون جيداً في موسم، ومنخفضاً في الموسم الذي يتبعه، مع العلم أن موسم قطاف الزيتون في المناطق الساحلية بدأ مبكراً عند الفلاحين من أيلول الماضي، في ظل إنتاج ضعيف لن يلبي الطموح.
يُذكر أن إنتاج سورية لهذا العام من الزيتون يُقدّر بنحو 380 ألف طن، جزء منه سيستخدم زيتون مائدة، والجزء الأكبر منه سيستخدم للعصر، ومن الممكن أن تكون كميات الزيت المنتجة نحو 49 ألف طن زيت زيتون.