صحيفة البعثمحليات

حاز على جائزة الباسل للإبداع والاختراع.. إنتاج مستخلص متعدد الاستعمالات من دودة الأرض

دمشق- ميس خليل

بعد فوزها بمسابقة رواد الأعمال عن مشروعها “سماد الكومبوست”، فازت المهندسة الزراعية سلافه درويش أيضاً بجائزة الباسل للإبداع والاختراع بإنتاج مستخلص متعدّد الاستعمالات من دودة الأرض.

وفي حديث لـ”البعث” أوضحت درويش أنه خلال ٤ سنوات من إنجاز عملها بتربية أنواع دودة الأرض وإنتاج مخلفاتها سماداً عضوياً ونشرها ثقافياً في كلّ أرجاء محافظة طرطوس التابعة لها، وعلاقتها مع المزارعين حول إقناعهم باستخدام هذا المنتج من خلال إقامة ندوات ودورات في وزارة الزراعة وتعميمه بشكل رسمي، وبعد هذا الإنجاز، بدأت درويش بإنتاج مستخلص عضوي من دودة الأرض متعدّدة الاستعمالات، شاركت من خلاله في معرض الباسل للإبداع والاختراع عام ٢٠٢٣، وذلك ضمن محور البيئة، وعنوان المشروع “إنتاج مستخلص عضوي من دودة الأرض متعدّدة الاستعمالات”، وخلال عرض النتائج أمام الزوار على أرض المعرض نال المنتج القبول بشكل كبير وحصد المرتبة الثالثة بميدالية برونزية وجائزة الباسل.

وبيّنت درويش أن المشروع عبارة عن إنتاج مستخلص عضوي من دودة الأرض متعدّدة الاستعمالات تشمل مخلفات دودة الأرض ومشتقاتها ومن دودة الأرض نفسها، وهي عبارة عن استخلاص العناصر الداخلة في تركيب سماد الدود الناتج من مخلفات أنواع دودة الأرض التي تمّ تربيتها ضمن الوسط البيئي وخاضع للرقابة، وذلك باستخدام آلة الضخ هوائياً من أجل مضاعفة نشاط البكتريا النافعة وزيادة أعدادها وذلك لفترة زمنية معينة حتى نحصل على منتج يُسمّى سائل سماد الدود (فيرمي تي)، بالإضافة إلى ما يتبقى من مستخلصات هو تفل الشاي الذي يمكننا إعادة تدويره وتحويله إلى سماد مرة ثانية أو نستخدم محفزات حيوية، وهذا النوع من المستخلص عضوي يُستخدم في مجال المكافحة الحيوية وهو آمن للبيئة وأكثرها فعالية وأوفرها اقتصادياً، حيث يطلبه المزارعون بكميات كبيرة لتغطية حاجة المزروعات منها، وذلك باستخدام الرش على الأشجار والمحاصيل وكل أنواع النباتات أو الري بالتنقيط، وهذا يعزّز المناعة للنبات ويجعل مقاومته البيولوجية أكثر قوة ضد الأمراض والحشرات وخاصة النيماتودا، وهو ما يحسّن حماية التنوع الحيوي وخاصة الحشرات النافعة التي تقوم بعملية التلقيح بحيث لا تتأثر بالسائل العضوي عند عمليات الرش على العكس من الرش الكيماوي الذي يسبّب فشل العقد وتساقط الإزهار، وهذا السائل العضوي ومشتقاته مهمّ جداً للنباتات، ما يزيد من نسبة العقد والإنتاجية فيما بعد، بالإضافة إلى استخدام محفزات حيوية لإنتاج البذور ومعالجة حموضة التربة، كما يمكن استخدام مستخلص عضوي من جسم بعض أنواع دودة الأرض بعد تنظيفها وإخضاعها لعمليات التعقيم والتجفيف الحراري، حيث نحصل على المادة الجافة وتُسمّى الديدان المجففة والتي تستخدم كعلف للدواجن والأسماك بحيث نلاحظ وجود أنواع من الدجاج بالمزابل العضوية تبحث عن الحشرات والديدان في عملية التغذية من أجل زيادة وزنها وإنتاجها من البيض واللحم، كما ننتج من ديدان مجففة مسحوقاً يدخل في مجال الأدوية الطبية والتجميلة، وهذا النوع من المستخلصات العضوية تعتبر بدائل طبيعية للمواد الكيماوية، ما يضمن لنا العلاج الصحي الطبيعي وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.