خلال افتتاح منتدى “حزام واحد طريق واحد”.. الرئيس الصيني: التعاون يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ
بكين – سانا
أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال افتتاح أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، أن روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والاحتضان وتبادل التعلم والاستفادة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك تمثل أهم مصدر للقوة في التعاون في بناء “الحزام والطريق”.
وأشار الرئيس الصيني، إلى ما قاله سابقاً: من “إن خلود طريق الحرير القديم في التاريخ لا يعتمد على الخيول والرماح والبوارج المدرعة والمدافع الثقيلة، بل على قوافل الجمال والنية الحسنة وسفن الشحن والصداقة”.
وقال: إن ما يهتم به التعاون في بناء “الحزام والطريق” هو تضافر الجهود وتبادل المساعدة، وما يكرسه هو تأمين حياة ميسورة للنفس والآخرين في آن واحد، وما يمارسه هو الترابط والتواصل والمنفعة المتبادلة، وما يسعى إليه هو التنمية المشتركة والتعاون والكسب المشترك. كذلك أشار شي جين بينغ، أن مبادرة “الحزام والطريق” تؤكد على عدم السعى إلى المواجهة الإيديولوجية أو التجاذبات الجيوسياسية أو المجابهة السياسية بين الكتل، ورفض العقوبات الأحادية الجانب والإكراه الاقتصادي و”فك الارتباط وقطع السلاسل”.
وأضاف الرئيس الصيني: “إن تجاربنا في السنوات العشر الماضية أن التعاون في بناء “الحزام والطريق” يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ، ويتطابق مع منطق التقدم للعصر، ويسير على الطريق المستقيم في العالم”، مبيناً أنه من الضروري “أن نعمل يداً بيد على مواجهة كافة المخاطر والتحديات العالمية، بالموقف المسؤول تجاه التاريخ والشعب والعالم، مع التحلي بالصمود ورباطة الجأش في ظروف متغيرة ومتقلبة، بما يخلق مستقبلاً مشرقاً يسوده السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك للأجيال القادمة”.
وأوضح شي جين بينغ، أن الصين تدرك بشكل عميق أن البشرية تعيش في مجتمع مستقبل مشترك يعتمد فيه بعضها على البعض، وعليه فأنه أشار أن الصين لن تكون بخير ما لم يكن العالم بخير، وأن العالم سيكون أفضل حالاً عندما تكون الصين بخير.
وبين أنه من خلال التعاون في بناء “الحزام والطريق”، أصبح باب انفتاح الصين على الخارج أوسع فأوسع، وتحولت المناطق غير الساحلية من “اللاعب المدافع” إلى “اللاعب المهاجم”، وأن الانفتاح والتنمية ارتفعا في المناطق الساحلية إلى مستوى أعلى، وأصبحت الروابط بين السوق الصينية والأسواق العالمية أوثق.
وأكد شي جين بينغ أن الصين أصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة، ومصدراً رئيسياً للاستثمار لعدد متزايد من الدول، وأشار إلى أن الاستثمار سواءً كان صينياً في الخارج أو أجنبيا في الصين، يعكس الصداقة والتعاون، ويجسد الثقة والأمل.
وقال الرئيس الصيني: إن الغاية الأصلية لمبادرة “الحزام والطريق” هي تعزيز تناسق السياسات وترابط المنشآت وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتقارب الشعوب مع كافة دول العالم، استلهاماً من طريق الحرير القديم، وتركيزاً على التواصل والترابط، بما يضفي طاقةً محركةً جديدة على النمو الاقتصادي العالمي، وأنه يفتح مجالاً جديداً للتنمية العالمية، ويشكل منصةً جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي.
وبين أنه على مدى العقد الماضي، التزمت المبادرة بالغاية الأصلية وهي التقدم إلى الأمام يداً بيد، والدفع بالتعاون الدولي في إطار “الحزام والطريق” ليتطور من صفر إلى تطور مزدهر ومثمر، وأن التعاون في إطارها قد أمتد من أوراسيا إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما وقعت أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية على وثائق التعاون بشأن بناء “الحزام والطريق”، بينما تمت إقامة 3 دورات لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، كما تم إنشاء أكثر من 20 منصة تعاون متعدد الأطراف في المجالات المتخصصة.
وأعلن الرئيس الصيني في ختام كلمته، عن مجموعة من الأعمال تنوي المبادرة تطبيقها خلال الفترة القادمة، تتلخص في بناء شبكة “الحزام والطريق” الشاملة الأبعاد للتواصل والترابط، ودعم بناء الاقتصاد العالمي المنفتح، كما أشار إلى أن الصين ستنفذ المشاريع المميزة والمشاريع “الصغيرة والنافعة” لمعيشة الشعوب، مبيناً أن بلاده ستنشئ نافذة تمويل بمبلغ 350 مليار يوان صيني لدى كل من بنك التنمية الصيني وبنك الصين للصادرات والواردات، وأنه ستضخ أموالاً جديدة بقيمة 80 مليار يوان صيني إلى صندوق طريق الحرير، بما يدعم مشاريعه وفقاً لقواعد السوق والمبادئ التجارية، كما وأشار إلى دورها في تدعيم التنمية الخضراء، والدفع بالابتكار التكنولوجي ودعم التواصل الشعبي وبناء طريق النزاهة واستكمال آليات التعاون الدولي بشأن “الحزام والطريق”.
بدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والصين تسعيان بشكل مشترك للتطور المستدام والرخاء الاجتماعي، وتتمسكان بالتعاون المتكافئ واحترام حق الدول في انتهاج طريقها الخاص بالتنمية.
وقال بوتين في كلمة أمام المنتدى: “إن مبادرة الحزام والطريق التي قدمتها الصين سيكون لها دور في حل المشكلات الإقليمية والدولية الحالية، لافتاً إلى أن موسكو وبكين تعملان بجهد من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي على المدى الطويل”.
وأضاف بوتين: “كل واحد منا عند بدء عمل تجاري كبير بالطبع يتوقع أن يكون ناجحاً، ولكن مع هذه الأبعاد العالمية التي بدأها الرئيس الصيني قبل عشر سنوات بصراحة كان من الصعب توقع أن كل شيء سينجح، لكن أصدقاءنا الصينيين يحصدون نتائجه بالفعل، ونحن سعداء جداً بهذه النجاحات، لأنها تهم الكثيرين منا”.
وأشار بوتين إلى الخطط الرئيسية طويلة الأجل التي بدأت بالفعل في التنفيذ العملي، والتي تكمل العديد من مشاريع البنية التحتية في أوراسيا، مؤكداً أنهما معاً يجعلان من الممكن إنشاء إطار واحد للنقل والخدمات اللوجستية.
ودعا بوتين جميع الدول المهتمة للتعاون على طريق بحر الشمال، مشدّداً على أن إنشاء طرق نقل وتجارة جديدة يعكس تغيرات عميقة في الاقتصاد العالمي والدور الذي بدأت تقوم به دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب العالم ومراكز النمو والتنمية الأخرى.