مع انتشار الكلاب الشاردة 500 مواطناً تعرضوا للعض بحمص وتحييد 600 كلباً منذ بداية العام
البعث الأسبوعية – نبال إبراهيم
تعود ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة والضالة للواجهة من جديد في بعض أحياء وشوارع مدينة حمص وخاصة الأحياء البعيدة عن مركز المدينة والمحيطة بها كأحياء الوعر وكرم الزيتون ودير بعلبة والفردوس وغيرها، وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر الخطرة التي تؤرق أهالي المدينة وخاصة القاطنين في الأحياء المحاذية للأحياء التي تعرضت للتدمير خلال سنوات الحرب نظراً لانتشار الكلاب الشاردة فيها.
شكاوى ومناشدات
العديد من الشكاوى التي وصلت مؤخراً إلى “البعث الأسبوعية ” من أهالي عدة أحياء بالمدينة وعلى وجه الخصوص من حيي الوعر والفردوس تتحدث بالمجمل عن ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة في الشوارع بأعداد كبيرة وخاصة خلال ساعات الليل، لافتين إلى الخطر الذي تشكله تلك الكلاب على الأهالي وخاصة الأطفال وتعرض العديد منهم للعض من تلك الكلاب خلال الفترات الماضية.
وناشد الأهالي الجهات المعنية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة، التي باتت تشكل رعباً حقيقياً للأهالي لانتشارها الكبير في الفترة الأخيرة خاصة ضمن الأحياء وعند مداخل الأبنية حارمة الأهالي من الحركة والتنقل لتشكل ساعات الليل والصباح الباكر أصعب الأوقات من جراء تخوفهم على أبنائهم عند توجههم إلى مدارسهم.
وشدد الأهالي على ضرورة القضاء على هذه الكلاب والحد من هذه الظاهرة التي تتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية للقضاء عليها خشية من ازدياد أعدادها وعدم التمكن من السيطرة عليها.
مواقع الانتشار
مدير مديرية النظافة في مجلس مدينة حمص المهندس عماد الصالح أكد انتشار أعداد من الكلاب الشاردة في الحدود الإدارية لمدينة حمص وفي المناطق النائية والزراعية المحيطة بالمدينة، واتخاذ تلك الكلاب من بعض المقابر والأبنية والمنازل المهجورة والمهدمة مقرات ومساكن وأوكاراً لها، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تزداد في أوقات محددة من السنة وخاصةً في فصل الصيف مع تواجد مربي الأغنام على أطراف المدينة.
وعزا الصالح سبب زيادة عددها وقدومها إلى المدينة لقلة طعامها في محيط المدينة والجو المناسب حالياً لتكاثرها من جهة، ولعدم قيام الوحدات الإدارية المحيطة بالمدينة بمعالجتها والقضاء عليها قبل الوصول إلى الأحياء، علاوة على اتساع الأراضي الزراعية المحيطة بها وبساطة المعدات التي نمتلكها.
إمكانيات محدودة
وأشار الصالح إلى أنه في حال ورود أي شكوى من سكان الأحياء حول انتشار الكلاب في أحيائهم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق التنسيق مع الجهات المختصة ولجان الأحياء للعمل على إبعادها عن مساكن الأهالي والشوارع والقضاء عليها لخطورتها خاصة على حياة الأطفال وكبار السن، علاوة على إزعاجها للسكان بنباحها طوال الليل.
وبين الصالح أنه يتم تسيير دوريات جوالة خلال ساعات الليل بشكل دوري في الأحياء والمناطق التي تنتشر فيها الكلاب الشاردة، منوهاً إلى صعوبة معالجتها بشكل كامل لعدم توافر الإمكانيات والمعدات الكافية، مؤكداً على أن هذه الكلاب لا تنتشر خلال ساعات النهار لاختبائها في المناطق المهجورة واختفائها وعدم التمكن من الوصول إليها.
تحييد 600 كلباً
وكشف الصالح عن تحييد والقضاء ما يزيد عن 600 كلباً شارداً منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه، مشيراً إلى أنه تم معالجة وتحييد حوالي 50 كلباً شارداً في حي الوعر وحده خلال الشهر الماضي، مؤكداً أن حل هذه الظاهرة يحتاج لتعاون الوحدات الإدارية في الريف القريب والمتصل مع المدينة والذي يشكل منطلقاً ومدخلاً لقطعان الكلاب إلى المدينة.
مراكز العلاج
من جهتها بينت رئيسة برنامج وحدة الكلاب في مديرية صحة حمص الدكتورة ندى السباعي أنه يوجد مركزان رئيسيان في المحافظة لاستقبال المواطنين الذين يتعرضون للعض من الكلاب الشاردة يعملان على مدار الـ24 ساعة، أحدهما في مشفى الباسل بحي كرم اللوز بالمدينة والمركز الثاني في مشفى تلكلخ الوطني بريف المحافظة، بالإضافة إلى وجود فرق طبية متخصصة ومتدربة بشكل جيد للتعامل مع حالات العض في 13 وحدة كَلَب أخرى موزعة على المراكز الصحية في المدينة والأرياف تعمل على استقبال مثل هذه الحالات وتقديم الإسعافات الأولية لها ومن ثم تحويلها إلى أحد المركزيين الأساسيين في حال احتاجت حالته لذلك.
كمية محدودة
وعن مدى توفر اللقاحات والأمصال في حمص، قالت السباعي: إن كمية اللقاحات وأمصال الكلاب وأمصال الكزاز محدودة ومتوفرة حالياً وتنقطع وتتوفر بين الحين والآخر.
وفي ختام حديثها كشفت السباعي عن 50 إلى 130 مواطناً بمعدل وسطي شهرياً يتعرضون للعض من الكلاب الشاردة، علماً أن عدد المواطنين الذين تعرضوا للعض منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه يقدر بحوالي 500 مواطناً.