سلتنا الأنثوية تواصل التراجع في التصنيف الدولي وسط غياب عن المشاركات!
دمشق- عماد درويش
دائماً ما كانت سلتنا بمنتخباتنا الأنثوية تحقق النتائج الجيدة في كافة المشاركات الخارجية، لكن ما يدعو للاستغراب عدم اهتمام اتحاد كرة السلة بها، حيث لم يشكّل لها لجنة ضمن لجانه المتعدّدة، ربما لعدم الاقتناع بسلتنا الأنثوية بشكل عام، وعدم الاهتمام من قبل الكثير من الأندية بها “باستثناء قلة قليلة”.
فإذا كان تطور كرة السلة الأنثوية سيبدأ من القاعدة بخطوات سليمة ومدروسة وفق استراتيجية بعيدة المدى، فإن المعطيات الموجودة والخطوات التي خطاها اتحاد السلة في هذا الاتجاه غير مطمئنة أبداً، خصوصاً طريقة التعاطي مع أمراض السلة الأنثوية، كما تقتضي مصلحتها لإيجاد السبل الكفيلة لإعادة إنعاشها.
هذا الكلام مردّه إلى تراجع تصنيف سلتنا الأنثوية سبعة مراكز “حسب التصنيف الدولي لكرة السلة”، إذ جاءت سيدات منتخبنا بالمركز 82 عالمياً والـ 16 آسيوياً، وذلك بعد أن تراجع أيضاً منتخبنا في تصنيف شهر شباط الماضي للمركز الـ75، والتراجع أيضاً كان على المستوى الآسيوي الذي كان مسجلاً في بداية العام المركز 12 ليتراجع أربع مراتب للخلف، والسبب غياب منتخبنا عن كافة المشاركات العربية والقارية، حيث تعود آخر مشاركة لمنتخبنا لعام 2021 في بطولة كأس آسيا للسيدات لكرة السلة المستوى B عمَّان بعد 35 عاماً من الغياب عن البطولة.
وما يحزّ بالنفس أن سلتنا الأنثوية قبل هذا التاريخ لم تكن مصنّفة، لا على الصعيد الدولي ولا الآسيوي ولا حتى العربي، وهذا بالتأكيد يعود لعدم مشاركة سيداتنا في أي بطولة منذ حوالي عشر سنوات، ويبدو أن اتحاد السلة لا يريد المشاركة بأي بطولة أنثوية بسبب عدم توفر السيولة المادية وبسبب التكاليف الباهظة للمشاركات على الصعيد الآسيوي وهو عذر غير مبرّر!.
لاعبة منتخبنا الوطني السابقة زينة يازجي أشارت لـ “البعث” إلى أن ضعف اهتمام الأندية بفئات الإناث هو من أسباب تراجع اللعبة، كذلك اتحاد السلة الذي لا يشارك في أي بطولة عربية أو قارية، وجلّ الاهتمام بفئة الرجال فقط مع محاولات خجولة عبر المشاركة بمنتخب الناشئات، وهي خطوات غير كافية لتطور اللعبة أنثوياً، مضيفة: المرحلة التي تمرّ بها بالغة التعقيد وشائكة، فإعادة بناء اللعبة لا يقف عند مشاركة في بطولة عربية أو قارية بل هي بحاجة لإعادة بناء من جديد على أرض صلبة، ووضع روزنامة عمل طويلة ونظام دوري جديد ومتطور للفئات العمرية مع إمكانية الفرض على إدارات الأندية المشاركة في دوري الصغيرات والناشئات والاهتمام بهذه الفئات، وتعيين كوادر فنية عالية المستوى لهذه الفئات والعمل على تطوير مستواها ومن ثم تفكر في بناء منتخب للناشئات نوفر له كل الأجواء التدريبية المثالية مع ضمان استمراريته على مدار العام.