صحيفة البعثمحافظات

المواعيد المحددة لمجالس الأولياء تشي بعدم جدية إدارات المدارس

يتحفظ أهالي الطلاب على تحديد مواعيد انعقاد مجالس أولياء الأمور، لكثير من المدارس، ما بين الساعة 11 – 1 ظهراً، نظراً لارتباطهم إما بوظائف حكومية أو خاصة تحول غالباً دون حضورهم الصباحي!

وفي وقت يطالب الأهالي أن يكون توقيت الاجتماع بعد نهاية الدوام الرسمي، يشكك بعض المتابعين بنوايا إدارات هذه المدارس لجهة اقتصار الاجتماع على عدد محدود من أولياء الأمور، تفادياً لإحراج الكادرين الإداري والتدريسي وزيادة وقت الاجتماع والاستماع لإشكاليات كثيرة ربما لا ترغب تلك الإدارات في طرحها من قبل الأهل، علماً أن تحديد موعد الاجتماع بعد الدوام الرسمي لا يشغل المدرسين عن حصصهم ولا يكون هناك ضجة للطلاب.

غياب للمادة 102

وزارة التربية لم تفرض تحديد الوقت في تعميمها المتعلق بضرورة تفعيل مجالس أولياء الأمور في المدارس العامة والخاصة، ولكن في حال أرادت “التربية” تحقيق الهدف من الاجتماع وهو مبدأ الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ومساعدة المدرسة في أداء رسالتها ودعم دورها في تنمية المجتمع، كان الأحرى بالمعنيين في الوزارة تحديد التوقيت المناسب لهذا الاجتماع العام والذي أفرد له النظام الداخلي أكثر من مادة،  ليكون المجلس تفاعلياً وبحضور ممثلي “النقابات والمنظمات والموجهين المشرفين”، الذين يتغيّبون ويغيبون عن حضور هذا الاجتماع، علماً أن المادة /102/ من النظام الداخلي للمدارس تنصّ على ضرورة حضورهم، ولاسيما أن هناك قضايا تطُرح تحتاج لمعالجة تفوق صلاحية المدرسة.

ومع هذا الغياب وعدم الاهتمام باجتماع أولياء الأمور، يرى تربيون أن ضعف المشاركة الفعالة في العملية التربوية، وغياب آليات عمل تحدّد أشكال التعاون الإيجابي، أصبحت السمة الغالبة في مدارسنا، إذ تقتصر العلاقة بين الأسرة والمدرسة على متابعات فردية.

حبر على ورق

ويعزو مختصون هذه الأسباب إلى عدم اكتراث معظم المؤسّسات التربوية الرسمية بأهمية هذا التعاون، إضافة إلى تدني الوعي الأسري الذي يشكّل تحدياً كبيراً أمام تحقيق شراكة مستقبلية جادة ومثمرة بين الأسرة والمدرسة.

ومع هذه المادة المذكورة وغيرها من المواد المتعلقة بضرورة تفعيل مجالس أولياء الأمور، يعتبر مختصون أن المجالس ستبقى حبراً على ورق طالما هناك تجاهل من الجهات المعنية لتلك المجالس، في الوقت الذي نراهم في أنشطة واحتفالات وتكريمات يتصدّرون الصور “الفيس البوكية” من دون معرفة مدى مصداقية بعض هذه الأنشطة!.

علي حسون