المقاومة الفلسطينية: قادة الاحتلال يعلمون جيداً ما ينتظر جيشهم على تخوم غزة
الأرض المحتلة – تقارير
أكّد المتحدث باسم سرايا القدس، أبو حمزة، أنّ حكومة الاحتلال “لا تريد لأسراها أن يروا النور”، بعد مرور 18 يوماً من عملية “طوفان الأقصى”.
وقال أبو حمزة إنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيكون سبباً في “تسريع زوال الكيان الصهيوني بحكومته وجيشه وفقاً لأهوائه الشخصية”.
وأضاف: إنّ الزيارات التفقدية المتكرّرة من قادة العدو للحشود العسكرية “المهترئة على الجبهتين الشمالية والجنوبية تعكس حالة الإحباط”، مشيراً إلى أنّ قادة الاحتلال يعلمون جيداً ما ينتظر ضباطهم وجنودهم على تخوم قطاع غزة”.
وشدّد أبو حمزة على أنّ محاولة دخول العدو الصهيوني إلى غزة، “سيشفي غليل صدور آلاف المقاتلين المدرّبين التوّاقين لملاقاة ألوية جيش العدو”.
وختم أبو حمزة حديثه بالقول: إنّ العالم سيرى بسالة وبأس المقاتل الفلسطيني الذي يقاتل “ترسانة العدو الرهيبة ومن خلفه الشيطان الأكبر الولايات الأمريكية المتحدة”.
ورداً على العدوان الإسرائيلي، استهدفت المقاومة الفلسطينية مستوطنات الاحتلال في “تل أبيب” و”عسقلان” و”أسدود” و”بئر السبع” ومواقعه العسكرية في “ناحل عوز” “كيسوفيم” و”العين الثالثة” و”كفار عزة” وتحشيدات العدو قرب “مفكعيم” وموقع “صوفا” برشقات صاروخية وقذائف الهاون.
في المقابل، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر لليوم الثامن عشر على التوالي في ظل الدعم اللامحدود من أمريكا والغرب الاستعماري، ويعزز الاحتلال عدوانه المدمر على غزة والذي تسبب في تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين فيما أدى قطع الاحتلال الماء والكهرباء، ومنع إدخال الوقود والمواد الغذائية إلى غزة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وكان القطاع المحاصر على موعد مع مجازر جديدة على مرأى ومسمع العالم، حيث ارتكب طيران الاحتلال منذ ليل الثلاثاء عدداً من المجازر بقصف منازل الفلسطينيين في خان يونس ورفح جنوب القطاع ومخيم الشاطئ وحيي تل السلطان والشيخ رضوان غربه ومخيم البريج ودير البلح وسطه وجباليا وحي الفالوجا شماله، ما أدى إلى استشهاد 136 فلسطينياً وإصابة العشرات معظمهم من النساء والأطفال في حصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب وجود عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 5791 شهيداً، ونحو 18 ألف جريح، إضافةً إلى الدمار الهائل والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية وانهيار المنظومة الصحية.
في الأثناء، قالت المقاومة الفلسطينية في بيان: إن فتح معبر رفح لإدخال كميات محدودة جداً من المواد الإغاثية، لا يغطي الاحتياجات الهائلة والمتزايدة لأبناء شعبنا، ولا يؤثر في حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها، نتيجة حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الفاشي.
في الوقت ذاته أكد المكتب الإعلامي في غزة أن تعمد كيان الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين، والسعي لرفع عدد الضحايا يعكس إفلاساً سياسياً وأمنياً وعسكرياً لدى الاحتلال، وتشجعه في ذلك حالة الصمت من المجتمع الدولي، ما فتح شهية الاحتلال لمزيد من القتل والدمار وارتكاب المجازر.
من جانبها، طالبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، بعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه.
ونقلت وكالة “رويترز” عن تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الوكالة قولها: “نطالب بمواصلة التدفق المستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة”، مضيفةً: إن “الشاحنات التي وصلت حتى الآن ليست سوى قطرات قليلة في مواجهة الاحتياجات الهائلة للناس في الشارع”.
في سياقٍ متصل، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، أن الاحتلال يحول غزة المحاصر إلى أرض محروقة تتعذر عليها الحياة، في محاولة لقتل أكبر عدد من أهله وتهجير الباقين، ما يستدعي من المجتمع الدولي تحركاً عاجلاً لوقفه.
وأوضحت الخارجية أن كل ساعة تتسبب بقتل المزيد من الفلسطينيين وتدمير أجزاء أخرى من القطاع، لاستكمال حلقات إبادة أكبر عدد ممكن من أهله، وتهجير من تبقى منهم، في ظل حصاره الجائر وحرمانه القطاع من أبسط الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن “غزة أصبحت مقبرة مفتوحة بسبب ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تطهير عرقي، إذ يُدفن الشهداء في مقابر جماعية”.
وبالتوازي مع المجازر التي يتعرض لها قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وقرى وبلدات عابود وعطارة وعين يبرود وكفر مالك والطيرة في رام الله، والخضر وبيت فجار وجناته في بيت لحم، وكفر ثلث شرق قلقيلية، وكفل حارس شمال سلفيت، واعتقلت 42 فلسطينياً.
في الأثناء، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومنعت دخول المصلين الفلسطينيين إليه.
وكان عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي شدّدت إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة من القدس.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل مدينة أريحا في الضفة الغربية، وهدمت منزلاً في بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة.