روسيا وإيران تحذّران من إرسال الأسلحة إلى الشرق الأوسط
طهران – سانا
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن ما يحدث في غزة جرائم رهيبة ضد النساء والأطفال الأبرياء العزل، ويتم تنفيذها بدعم مباشر ورسمي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وأشار رئيسي خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور طهران للمشاركة في اجتماع مجموعة التعاون في منطقة القوقاز بصيغة (3 زائد 3) إلى كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن “بأنه لو لم تكن “إسرائيل” موجودة في المنطقة لكانت الولايات المتحدة قد اتخذت خطوات لإنشائها”، وقال: إن “هذا التصريح يعني أن الأمريكيين ومن أجل توفير مصالحهم مستعدون لإهدار دماء النساء والأطفال وتدمير الشعب الفلسطيني”.
وأضاف رئيسي: إن أمريكا تحاول اليوم متابعة ما فشلت بتحقيقه ميدانياً عبر دعم الكيان الصهيوني وتأمين مصالحه العنصرية من خلال إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن الدول والشعوب الحرة في العالم تأمل بأن تمنع روسيا من تحقيق النوايا الأمريكية نظراً لموقعها ونفوذها في مجلس الأمن، وكذلك على الساحة الدولية.
واعتبر رئيسي أن التدخل الأجنبي يزيد الأزمات ويفاقم المشاكل في المنطقة عموماً، معرباً عن أمله بأن تؤدي نتائج اجتماع طهران إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام وحل الخلافات القائمة.
وأشار رئيسي إلى رغبة إيران وروسيا المشتركة في تحسين مستوى التعاون، وخاصة التعاون الاقتصادي، وقال: إن إيران عازمة على تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وتشدد على تسريع وتسهيل تنفيذها.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي تمسك بلاده بتنفيذ جميع اتفاقياتها للتعاون مع إيران في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والثقافة والطاقة، وقال: إن المشاركة في اجتماع (3 زائد 3) في طهران هو أمر ضروري ومظهر من مظاهر التعاون الإقليمي بين روسيا وإيران.
وحذّر لافروف من أن قيام الولايات المتحدة بإرسال المزيد من الأسلحة والقوات إلى منطقة الشرق الأوسط سيقود الى تصعيد الصراعات القائمة.
من جانب آخر أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه تم الانتهاء من اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران بنسبة 85 بالمئة تقريباً، موضحاً أن هناك بعض القضايا المحددة التي نتفاوض بشأنها بنشاط وقد وصل الإعداد للاتفاقية الكبرى الجديدة إلى مرحلة متقدمة.
وفي سياقٍ متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الولايات المتحدة تقف بشكل كامل إلى جانب الكيان الصهيوني، بينما أجهزتها العسكرية والأمنية هي من تدير العدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة، مشدّداً على أن معادلة الحرب ستحددها المقاومة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الأمريكيين أرسلوا رسائل تدعو إلى عدم توسيع الحرب وممارسة ضبط النفس، ولكن أثبتت الولايات المتحدة في الأسبوعين الماضيين أنها بإرسال الأسلحة ودعمها للكيان الإسرائيلي تعمل على تصعيد الحرب على غزة والضفة الغربية ومواصلة إراقة دماء النساء والأطفال والمدنيين في فلسطين.
وجدد عبد اللهيان التأكيد على أن إيران وفي إطار قيمها الإنسانية والوطنية والدينية تدعم المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي على ضرورة محاكمة قادة الكيان الصهيوني أمام الأنظمة القانونية المستقلة للدول، لارتكابهم جرائم حرب، وآخرها العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وأوضح ستايشي أن نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية كاظم غريب آبادي سيتقدم برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالباً منه عقد اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان، وإصدار قرار حاسم وفعال ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي والتدخل السريع والحاسم لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف إيقاف جرائمه وتشكيل محكمة لمحاكمته، إضافة إلى إرسال المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء وماء وإجبار كيان الاحتلال على إنهاء الحصار على غزة.
من جهةٍ أخرى، قال وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني: إن الأعداء يدركون قدرات إيران الدفاعية، وأي خطأ يرتكبونه سيقابل برد حاسم، مضيفاً: إن الأعداء يعلمون جيداً أن القوات المسلحة الإيرانية قادرة على كشف واعتراض وتحييد كل أنواع التهديدات المعروفة والتقليدية.
وشدّد على ضرورة الحفاظ على الاستعداد وتحسين جودة وكمية المنتجات الدفاعية والاستفادة من التقنيات الجديدة والقدرات الوطنية والشركات القائمة على المعرفة والنخب لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.