استراتيجية الرعاية الصحية الأولية 2023- 2027 “مستقبل تعافي القطاع الصحي”
دمشق- حياة عيسى
نظراً لدور الرعاية الصحية الأولية في تحقيق التغطية الشاملة وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، وبالتالي زيادة الكشف المبكر والعلاج والتعافي من الأمراض وتجنّب الحاجة إلى خدمات أكثر تكلفة مما يزيد من كفاءة النظام الصحي، ولاسيما أن التغطية الصحية الشاملة تندرج ضمن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، تمّ التخطيط لإعداد الخطة الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية 2023- 2027.
مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان طرابيشي بيّنت في حديث لـ”البعث” أن الهدف من الاستراتيجية تحسين الصحة والرفاهية للجميع في كافة الأعمار، بما يتماشى مع الهدف الثالث للتنمية المستدامة لعام 2023، علماً أنه في الوقت نفسه تمّ تصميم إستراتيجية الرعاية الصحية الأولية لتعزيز النظام الصحي الوطني لتوفير الوصول الشامل إلى حزمة أساسية عالية الجودة من الخدمات الصحية، وحماية المجتمع من الفقر والمخاطر الاجتماعية.
كما بيّنت طرابيشي أن وزارة الصحة بدأت بعملية الاستقرار والتخطيط وحدّدت ثلاث أولويات رئيسية للسنوات الخمس القادمة، تتضمن وضع خطة طويلة الأجل لإعادة تأهيل وإصلاح النظام الصحي، وتكوين قوى عاملة صحية ماهرة، إضافة إلى تعزيز الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية للوقاية وتدعيم الصحة لكافة شرائح المجتمع، مع الإشارة إلى أن مبررات إعداد الاستراتيجية لإعادة بناء نظام رعاية صحية يركز على المجتمع ويتمحور حول الناس، ويقوم على الاحتياجات الصحية وتوسيع دور العمل المجتمعي الذي يجب تمكينه للوصول إلى التغطية الصحية الشاملة لكافة المحتاجين، بالتزامن مع الالتزام بتحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال حزمة عالية الجودة من الخدمات الصحية التي تلبي احتياجات الجميع.
وتابعت طرابيشي حديثها بأن الخطة الاستراتيجية بعد الحرب ترتكز على خمس ركائز إستراتيجية تستجيب لأهداف التنمية المستدامة، وتتضمن بناء المؤسسات وتعزيز النزاهة، وتطوير وتجديد البنية التحتية والخدمات، والنمو والتنمية المتوازنة والمستدامة، والتنمية البشرية والأبعاد الاجتماعية والتربوية، والحوار الوطني، كما حدّدت إستراتيجية التنمية الوطنية التوجهات الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية والتي تجلّت بتطوير نظام تقديم الخدمات الصحية والاستثمار في إصلاح وتحديث وبناء بنى تحتية جديدة لضمان جودة وسلامة الرعاية، وتطوير وتعزيز موارد النظم الصحية، إضافة إلى وضع خطة شاملة لتكوين رأس المال البشري، والتوسع في تأمين شبكات الأمان الاجتماعي.
وأوضحت مديرة الرعاية الصحية أن المقاصد العالمية للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030 تهدف إلى تمتّع كافة شرائح المجتمع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية لكافة الأعمار، إضافة إلى تعزيز الوقاية والعلاج من تعاطي المخدرات، وخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور وضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، وتحقيق تغطية صحية شاملة، بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية والحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة وحصول الجميع على الأدوية واللقاحات الأساسية المأمونة والفعالة، والحدّ بشكل كبير من عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن المواد الكيميائية الخطرة وتلوث الهواء والماء والتربة.