“نبض الحياة”.. المعرض المشترك الثاني لتجمع “فنانو سلمية المتحدون”
البعث- نزار جمول
ما زال الفن يتنامى في مدينة سلمية مع تنامي مواهبه التي تبدع وتنتج أياديها فناً تشكيلياً يحاكي الواقع المعاش، فمعرض “نبض الحياة” الذي افتتحه تجمع “فنانو سلمية المتحدون” في صالة المحاربين القدماء وسط مدينة سلمية بالتعاون مع رابطة الضباط المحاربين القدماء، وجمعيات العاديات وقطرة أمل وخالد الخيرية لمجموعة من الفنانين الذين وصل عددهم إلى أربعين فناناً وفنانة من أجيال وأعمار مختلفة شاركوا بأعمالهم الفنية المختلفة من لوحات ورسومات تشكيلية ومشغولات يدوية في النحت على الخشب والصلصال والنحاس وأعمال أخرى من التوالف، وكان عنوان الأعمال العريض “غزة وطوفان الأقصى” الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية مع وجود نبض الحياة والأمل والتفاؤل، وعبّر كل المشاركين من خلال أعمالهم عما يجول في أفكارهم بصور من الواقع، وتعتبر جذوة المعرض ما تتعرض له غزة من عدوان صهيوني وحشي وليترجموا كل ذلك بعنوان المعرض “نبض الحياة”.
“البعث” جالت في أرجاء المعرض والتقت عدداً من الفنانين المشاركين، حيث أكد الفنان النحات علي حمود “زين الشام” أحد مؤسسي التجمع -مدير المعرض مع زميله الفنان علي عيد- أن معرض هذا العام هو الثاني وجاء بعد عام من المعرض الأول الذي ضمّ خمسين فناناً، لكن هذا العام تمّ العمل على أفكار جديدة بالإضاءة على الفنانين الراحلين من سلمية كالفنان الراحل خالد القصي، كما توازى هذا المعرض مع العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، لذا جاءت الكثير من الأعمال المشاركة لتعبّر عن هذا الوجع العربي على الشعب الفلسطيني، وبيّن أن هذا العام يوجد تفاوت كبير بأعمار المشاركين من عمر الأطفال وصولاً لعمر الثمانين عاماً، واعتبر أن التنوع الفني في هذا المعرض يتناسب مع الذائقة الفنية لزواره، وأن هذه المدينة ستبقى ولّادة للفن والثقافة والفكر. بينما اعتبرت الفنانة دينا أمين أحد مؤسّسي التجمع المشاركة بلوحات حرق على الخشب أن هذا المعرض يهدف للعمل على استقطاب المواهب الإبداعية في الفن التشكيلي بكل أنواعه، ودعت كل الفئات العمرية الفنية للانخراط في تجمع “فنانو سلمية المتحدون” من أجل تحقيق طموحاتهم.
وأوضح الفنان التشكيلي معن سعيّد المشارك بلوحات الرسم التعبيري بألوان الأكرليك أنه نوّع بلوحاته بمواضيع عدة أهمها الإضاءة على ما يحدث في غزة من عدوان وحشي من خلال اللوحة البانورامية لبطولات الشعب الفلسطيني، ووحشية العدوان الصهيوني الهمجي، واعتبر سعيّد عضو التجمع أن هدفه نشر الفن وخاصة بين أعمار المواهب الصغيرة، مؤكداً أن الفن كان وسيبقى نبض الحياة كعنوان هذا المعرض، وبيّنت الفنانة بشرى الشعار التي ترسم بقلم الرصاص وبالأكرليك على القماش أن انتسابها مؤخراً لتجمع “فنانو سلمية المتحدون” أعطاها حافزاً كبيراً للعطاء الفني، معتبرةً أن هذا المعرض هو فرصة للفنان ليعبّر عن نفسه وفنه، موضحةً أن لوحتها “البيت السلموني” القديم هو من أعمالها كون هذا البيت هو منزل أسرتها. وأكد الفنان عمار القصير الذي يرسم بأسلوب الفسيفساء الزيتي أن مشاركته في هذا المعرض تأتي للإضاءة على فنه الذي يعتبر من أصعب الفنون، وهو يحاكي أسلوب فن الفسيفساء التقليدي المعروف، إذ يتمّ الرسم فيه بألوان زيتية على شكل مربعات نافرة ، واعتبر أن اللوحة التي تبرز المسجد الأقصى هي تعبير عن معركة طوفان الأقصى ضد العدو الصهيوني، وبيّن القصير أن معرض هذا العام يتميّز بالثراء الفني من خلال التنوع الفني والبصري فيه، وهذا يعني أن مدينة سلمية غنية بالطاقات الإبداعية، وهي فرصة لظهور هذه المواهب وإبداعاتها الفنية.