غزة تكشف “الإفلاس الفكري” لإدارة بايدن
تقرير إخباري
لماذا فشلت المحاولات المتعددة التي بذلها المجتمع الدولي لوضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار الأمم المتحدة في أن تتحول إلى واقع؟
الجواب واضح، الولايات المتحدة هي التي تعرقل عملية السلام من خلال إساءة استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتحويله إلى ساحة أخرى للألعاب الجيوسياسية لواشنطن.
من الواضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى تأسيس رواية جديدة بشأن القضية الفلسطينية من خلال تجاهل حقيقة أن الأراضي الفلسطينية محتلة لفترة طويلة، والتهرب من القضية الأساسية المتمثلة في إقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني.
بعد أسابيع من القصف المستمر بالصواريخ والغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، ومقتل وتشريد الآلاف من الفلسطينيين لا توجد أي علامة على أي تهدئة في الصراع. ومع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتحول المنازل والمدارس والمستشفيات إلى أنقاض ونقص المياه والغذاء والدواء والكهرباء والوقود، يجعل الحياة في غزة كابوساً يدعو الشعب الفلسطيني البريء العالم إلى إنهاء الصراع.
لذلك يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل جهوداً متضافرة لإنهاء القتال فوراً. ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة تصب الزيت على النار من خلال دعمها الأعمى لـ “إسرائيل” في الصراع الدائر، وتزويدها بالمساعدات المادية والعسكرية، والأسوأ من ذلك استخدامها حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يسعى إلى “هدنة إنسانية” لتوصيل المساعدات المنقذة لحياة الملايين من المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
إن دعم واشنطن طويل الأمد لـ “إسرائيل” يجعلها تغض الطرف عن مصالح الفلسطينيين، بما في ذلك حاجتهم إلى دولة فلسطينية مستقلة. إن دعم الولايات المتحدة “غير المحدود” وغير المشروط للقصف الإسرائيلي لغزة أثار الاستياء في وزارة الخارجية الأمريكية، ونقل موقع “هاف بوست” الإخباري الأسبوع الماضي عن مسؤول لم يذكر اسمه قوله: “هناك في الأساس تمرد يختمر” داخل الوزارة “على جميع المستويات”.
استقال جوش بول، مدير شؤون الكونغرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، الأسبوع الماضي بسبب ما وصفه بـ”الإفلاس الفكري” لإدارة جو بايدن في إرسال المزيد من الأسلحة إلى “إسرائيل”، ووصف هذه الخطوة بأنها “قصيرة النظر ومدمرة وغير عادلة ومتناقضة مع القيم التي نعتنقها علناً”.
يؤدي العنف إلى إدامة دائرة من الصراعات التي لم يتم حلها، مما يؤدي إلى المزيد من العنف، وبالتالي فإن السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو تنفيذ حل الدولتين الذي أقرته الأمم المتحدة والذي من شأنه أن يمكّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود ما قبل عام 1967 ، وهو النهج الذي أيدته غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
هناء شروف