استثناء ذرة “الدواجن”!!
بشير فرزان
عدم وجود مجفّفات الذرة أو قلّة عددها من المشكلات التي تواجه موسم الذرة الصفراء في كلّ عام، حيث باتت هذه المشكلة المتكرّرة مصدر قلق دائم لمربي الدواجن من جهة، نظراً لانعكاس ذلك على إنتاجهم وقدرتهم على الاستمرار بالعمل والبقاء ضمن دائرة العمل والإنتاج، ومن جهة أخرى للمواطن الذي يرى في توفرها انعكاساً إيجابياً يسهم في تخفيض أسعار منتجات الدواجن من الفروج والبيض، خاصة وأن النقص الحاد في الأعلاف وارتفاع أسعارها يتسبّب بخسائر كبيرة في القطعان، مما يؤدي إلى موجات متتالية من الغلاء التي تعدّ الأقسى والأشد وطأة وفتكاً بحياة الناس وبقدرتهم الشرائية!
واليوم، هناك الكثير من الوقائع التي تستدعي البحث والاستفسار عن نتائج استنفار الحكومة لمواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار البيض والفروج، وما تمخضت عنه سلسلة اجتماعاتها وقراراتها التي ساهمت في خروج هذا القطاع عن السيطرة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، ومدى تطابق الوعود مع ما قامت به المؤسسة العامة للأعلاف من استثناء الدواجن من دورات توزيع المواد العلفية لكل أنواع الثروة الحيوانية نتيجة لانخفاض المخازين من مادتي الذرة الصفراء وكسبة الصويا التي تُستخدم للدواجن، حيث توقفت المؤسّسة منذ أشهر عن توزيع الذرة وكسبة الصويا للقطاع الخاص نتيجة عدم توافر الكميات الكافية للتوزيع، واستمرت بتوزيع كميات قليلة جداً وغير كافية للقطاع العام.
ومن هنا، فليسمح لنا السادة المسؤولون ليس من باب التهجم أو تحميل المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري، ولكن من باب الظروف الراهنة باحتمالاتها المفتوحة وسخونة حراكها في الأسواق، وخاصة الدواجن ومنتجاتها التي باتت صعبة المنال بالنسبة للمواطن الذي يدفع ضريبة كبيرة جداً تفوق طاقة احتماله، وتهدّد لقمة عيشه بسعراتها المعاشية المتدنية في أسوق هاربة من كل شيء إلا من سلطة الدولار والتجار.
بالمختصر.. تصريحات مسؤولة تَعِدُ في كل عام بحلول ومعالجات لمشكلة الأعلاف وتوفير كافة المستلزمات للمربين، وفي المقابل تستمر المعاناة التي تعصف بحالة الاقتناع والثقة التي يتحدث بها الكثير من المسؤولين عن الواقع بطريقة استعراضية نابضة بالتراجيدية والتباكي على حياة الناس، دون أن تكون هناك خطوات جادة في ميادين العمل لإنهاء كل المنغصات الضاربة بشدة في مستقبل قطاع الدواجن وغيره من القطاعات المتعثرة، نتيجة غياب الحلول التي قد تكون متوفرة ولكن لا يُعمل بها، إلى جانب الإهمال والتعاطي السلبي مع وقائعها واحتياجاتها المختلفة.
ويأمل الناس في خضم الظروف المعيشية ويتمنّون أن يكون هناك في الأيام القريبة قرارات “سريعة ومهمّة وعاجلة” قادرة على الولوج إلى قلب المشكلة والتعمق بتفاصيلها لإيجاد حلول واقعية بناءً على مقتضيات المصلحة العامة وأحكام الظرف الاستثنائي، فأسعار الفروج والبيض والنجاح في ضبط أسواقها هي اليوم أحد أهم معايير رضى المواطن ومصداقية وجدية الجهات المعنية في التعاطي مع قوت يومه.